المذاهب الفقهية السنية الأربع : النشأة والتطور
🔆 - تقديم
المذهب الفقهي اصطلاح ظهر خلال القرن الرابع الهجري، بعد تميز المذاهب الفقهية الإسلامية.
ويراد به عند الفقهاء الاتجاه الفقهي في فهم أحكام الشريعة والطريقة التي ينهجها المجتهد أو عدد من المجتهدين في الاستنباط، وكيفية الاستدلال، والفروع التي تضاف في ضوء أصول المذهب.
وأصول المذاهب تتميز عن بعضها بسبب اختلاف أصحابها .
وثمة مجموعة من العوامل والخلفيات ساهمت في ظهور المذاهب الفقهية، بحيث يمكن حصر أهم تلك العوامل والأسباب في العاملين السياسي والفكري. هذان العاملان ساهما في ظهور مناطق فراغ في المجال الفقهي، فنشأت عشرات من المذاهب الفقهية خلال القرن الثاني والثالث الهجري لسد هذه المناطق، من خلال بلورة اجتهادات واتجاهات فقهية مختلفة.
🔆 - مراحل تطور المذاهب الفقهية السنية
مرّت المذاهب الفقهية (السنية) بعد قيامها وتبلور مناهجها بثلاث مراحل أساسية:
1 - مرحلة التأسيس والبناء
امتدت هذه المرحلة على ما يربو عن ثلاثة قرون حتّى سقوط بغداد (سنة 656 هـ). تميزت هذه المرحلة بتنظيم وترتيب الفقه المذهبي. كما ألفت مدونات جمعت المسائل الخلافية مع المذاهب الأخرى.
2 - مرحلة شيوع ظاهرة التقليد وإغلاق باب الاجتهاد
مع بداية القرن الثامن الهجري، حيث اقتصر النشاط الفقهي على اجترار التراث الفقهي عن طريق شرحه واختصاره أو تنظيمه، من دون إضافة جديدة. مع طغيان المباحث اللفظية والمسائل الافتراضية، فابتعد الفقه عن الحياة.
3 - مرحلة التجديد والانطواء
مع بداية القرن التاسع عشر، حيث أخذت الدراسات الفقهية تشق طريقها نحو التجديد والتطوير ومواكبة العصر ومشكلاته المختلفة تحت ضغط التطور الزمني، وتقدم المعارف الإنسانية، والاحتكاك بالحضارات. فظهرت نخبة من العلماء قادوا حركة التجديد وحذروا من الجمود والركود.
🔆 - المذاهب الفقهية السنية الأربعة
وهكذا ظهرت المذاهب الفقهية الكبرى في عصر الدولة العباسية. وهذه المذاهب حسب التسلسل التاريخي في الظهور:
1 - : المذهب الحنفي
2 - : المذهب المالكي
وهو عبارة عما ذهب إليه الإمام مالك ( 93 – 179 هجرية ) من الأحكام الاجتهادية مراعيا في ذلك أصولا معلومة وأخرى مخصوصة.
ويعتمد المذهب اضافة إلى الأصول المتفق عليها بين جميع الأئمة من الكتاب - والسنة - والقياس - وإجماع الصحابة ـ على عمل أهل المدينة و الاستصلاح.
ومن أبرز المؤلفات في هذا المذهب: “الموطأ” للإمام مالك، و”المدونة الكبرى” وهي آراء الإمام مالك الفقهية جمعها ودونها سحنون بن سعيد التنوخي.
انتشر المذهب المالكي أكثر ما انتشر في شمال إفريقية ومصر والأندلس، وقام علماء كثيرون بنشره في العراق وبلاد خراسان.
3 - : المذهب الشافعي
4 - : المذهب الحنبلي
🔆 - خاتمة
مما سلف نستخلص أن اختلاف المذاهب الفقهية في كثير من الأحكام والفروع له أسباب علمية وموضوعية اقتضته. وتعد هذه الثروة الفقهية التشريعية نعمة ربانية تجعل الأمة الإسلامية في سعة من أمر دينها وشريعتها، فلا تنحصر في تطبيق شرعي واحد، بل يجوز الخروج عن مذهب أحد الأئمة الفقهاء إلى غيره من المذاهب إذا وجدت في المذهب الآخر سعة ومرونة.
انتشار المذاهب الفقهية
Commentaires
Enregistrer un commentaire