فرائض الوضوء سننه وقضائله
(الدرس 3)
أهداف الدرس
أن تعرف أن لِلْوَضُوءِ ثلاث أشياء :
فَرَائِضِ - وسُّنَن - وفَضَائِل
وتعلم أنك :
ان أتيت بِالْفَرَائِضِ فقد أتيت بالحَدٌّ الأَوْجَبُ.
وان أتيت بِالسُّنَنِ مَعَ الْفَرَائِضِ، فقد أتيت بالحَدٌّ الأَوْكَدُ.
وان أتيت مَعَهُمَا بِالْفَضَائِلِ فقد أتيت الحَدٌّ الأَكْمَلُ.
- فَمَا فَرَائِضِ الْوُضُوءِ ؟
- ومَا سُنَنُه ؟
- وَمَا فَضَائِلُهُ ؟
🔅 أ - فرائض الوضوء
تمهيد
جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ من أعظم العبادات الصَّلاَةَ و شَرَعَ لَهَا الْوُضُوءَ لِتَتِمَّ الْمُنَاجَاةُ فِيهَا عَلَى أَكْمَلِ الْحَالَاتِ
عسى الله أن يتقبلها فتقضى الحاجات
- فَمَا هُوَ الْوُضُوءُ؟
- وَمَا حكمه ؟
- وَمَا شروط صحته ؟
وَمَا فَرَائِضُهُ ؟ -
👈أَوَّلاً:ماهو الوضوء ؟
¤ - لُغَةً
- الْوُضُوءُ : الْوُضُوءُ : مُشْتَقٌّ مِنَ الْوَضَاءَةِ، وَهِيَ النَّظَافَةُ
وَالْحُسْنُ وَالْبَهَاءُ - وَالْوُضُوءُ هو اِسْمٌ لِفِعْلِ الْوُضُوءُ.
- وَالْوَضُوءُ : اِسْمٌ لِلْمَاءِ الَّذِي يُتَوَضَّأُ بِه
¤ - وَاِصْطِلاحاً
تَطْهِيرُ أَعْضَاءٍ مَخْصُوصَةٍ بِالْمَاءِ لِرَفْعِ الْحَدَثِ الأكبر أو
الأاصغر وَاِسْتِبَاحَةِ ما كان مَمْنُوعِا كالصلاة ومس القرأن.
👈ثانيا: حكم الوضوء
¤ - هُـوَ وَاجِـبٌ لِعِبَـادَاتٍ مُعَيَّنَـةٍ أَعْظَمُهَـا الصَّـلاَةُ،
والواجب يلزم الإتيان به، يُثاب فاعله، ويُعاقَب تاركه. وأكد على
وجوبه الكتاب والسنة
- فقَال الله تبارك و تَعَـالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ … ﴾ . سُورَةُ الْمَائِدَةِ: الْآيَة 7
- وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« لَا صَلاَةَ بِغَيْرِ طُهُورٍ »
👈ثالثا: شروط وجوبه و صحته
¤ - فلِصِحَّتِهِ شُرُوطٌ :
- الْإِسْلامُ،
- الْعَقْلُ،
- وَالْبُلُوغُ،
¤ - وَلِوُجُوبِهِ شُرُوطٌ :
- دُخُولُ الْوَقْتِ،
- وَالْقُدْرَةُ عَلَيْهِ،
- وَحُصُولُ النَّاقِضِ؛
- وَالنَّقَاءُ مِنَ الْحَيْضِ وَالنّفاسِ،
- وَوُجُودُ مَا يَكْفِي مِنَ الْمَاءِ الْمُطْلَقِ،
وَيُنْدَبُ
- إِدَامَتُهُ لِأَنَّهُ نُورٌوتحصين،
- وَتَجْدِيدُهُ إِنْ صَلَّى بِهِ فَرْضاً أَوْ نَفْلاً.
والمندوب في فعله ثواب وليس في تركه عقاب.
👈رابعا: فرائض الوضوء
فَرَائِضُ الْوُضُوءِ سَبْعٌ (7)، وَهِيَ:
1- النِّيَّةُ فِي اِبْتِدَائِهِ؛ وَهِي قَصْدُ رَفْعِ الْحَدَثِ بِالْوُضُوءِ؛ وَهِي وَاجِبَةٌ قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»؛وَمَحَلُّهَا الْقَلْبُ، فَلَا يُلْفَظُ بِهَا، وَتَكُونُ أَوَّلَ الْوُضُوءِ عِنْدَ غسل اليدين.
وَالْحِكْمَةُ مِنْ وُجُوبِ النِّيَّةِ اسْتِحْضَارُ قَصْدِ التَّعَبُّدِ، وََتَمْيِيزُ الْعِبَادَاتِ عَنِ الْعَادَاتِ،
وَلِلنِّيَّةِ أَوْجُهٌ ثَلاثَةٌ:
- نِيَّةُ رَفْعِ الْحَدَثِ عَنِ الْأَعْضَاءِ،
- أَوْ نِيَّةُ أَدَاءِ الْوَضُوءِ الْمَفْرُوضِ عَلَيْهِ،
- أَوْ نِيَّةُ اِسْتِبَاحَةِ مَا مَنَعَ مِنْهُ الْحَدَثُ كَالصَّلاَةِ وَمَسِّ الْمُصْحَفِ وَنَحْوِهِمَا.
والْوُضُوءُ لِلنَّوَافِلِ كَالْوُضُوءِ لِلْفَرَائِضِ في وُجُوبِ النِّيَّةِ؛
وَلَا تَجِبُ النِّيَّةُ فِي وُضُوء التَّجْدِيدِ؛ لِعَدَمِ فَرْضِيَّتِهِ، وَعَدَمِ تَوَقُّفِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ.
وَلَا تَضُرُّ نِيَّةُ التَّبَرُّدِ مَعَ نِيَّةِ رَفْعِ اِلْحَدَثِ فِي اِلْوُضُوءِ.
2 - الدَّلْكُ؛ وَهُوَ عَرْكُ أَعْضَاءِ الْوُضُوءِ بِرِفْقٍ عِنْدَ غَسْلِهَا بِالْيَدِ. وَهُوَ وَاجِبٌ عَلَى الْمَشْهُورِ،
وَلَا يَصِحُّ إِلَّا مَعَ طَهَارَةِ الْعُضْوِ الْمَغْسُولِ، فَلَوْ كَانَتْ عَلَيْهِ نَجَاسَةٌ لَمْ يُجْزِهِ الدَّلْكُ إِلَّا بَعْدَ إِزَالَةِ النَّجَاسَةِ.
3 - الْفَوْرُ؛ وَهُوَ الْمُوَالَاةُ، وَهِيَ: فِعْلُ الْوُضُوءِ كُلِّهِ فِي زَمَنٍ مُتَّصِلٍ مِنْ غَيْرِ تَفْرِيقٍ،
وَيَبْطُلُ الْوُضُوءُ بِالتَّفْرِيقِ إِنْ كَانَ عَمْداً أَوِ اِخْتِيَاراً، لَا إِنْ كَانَ نِسْيَاناً أَوْ عَجْزاً.
4 - غَسْلُ الْوَجْهِ؛
وَهُوَ مِنْ مَنْبِتِ الشَّعَرِ الْمُعْتَادِ إِلَى مُنْتَهَى الذَّقَنِ، وَمِنْ الْأُذُنِ إِلَى الْأُذُنِ، فَيَغْسِلُ الْمُتَوَضِّئُ مَا عَلَى جَبْهَتِهِ مِنَ الشَّعَرِ، وَلَا يَغْسِلُ الْأَصْلَعُ مَا انْحَسَرَ وَذَهَبَ عَنْه الشَّعَرُ مِنَ الرَّأْسِ، وَيَغْسِلُ وَتِدَيِ الْأُذْنَيْنِ عَلَى الْمَشْهُورِ.
وَيَجِبُ فِي غَسْلِ الْوَجْهِ تَخْلِيلُ الشَّعَرِ الْخَفِيفِ مِنَ اللِّحْيَةِ دُونَ الْكَثِيفِ. وَالْخَفِيفُ: مَا تَظْهَرُ الْبَشَرَةُ مِنْ تَحْتِهِ، وَالْكَثِيفُ مَا لَا تَظْهَرُ تَحْتَهُ؛ وَالتَّخْلِيلُ إِيصَالُ الْمَاءِ إِلَى الْبَشَرَةِ.
5 - غَسْلُ الْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ؛
وَيَجِبُ غَسْلُهُمَا مَعَ الْمِرْفَقَيْنِ عَلَى الْمَشْهُورِ، كَمَا يَجِبُ تَخْلِيلُ أَصَابِعِهِمَا عَلَى الْمَشْهُورِ. وَيَبْدَأُ فِي التَّخْلِيلِ بِخِنْصِرِ الْيُمْنَى ثُمَّ مَا يَلِيهِ، وَبِإِبْهَامِ الْيُسْرَى ثُمَّ مَا يَلِيهِ، لِلْاِبْتِدَاءِ بِالْمَيَامِنِ .
وَمِنْ حِكَمِ تَخْلِيلِ أَصَابِعِ الرِّجْلَيْنِ الْمُبَالَغَةُ فِي الطَّهَارَةِ، وَإِبْعَادُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَعْلَقَ بِمَا بَيْنَ أَصَابِعِ الرِّجْلَيْنِ.
6 - مَسْحُ الرَّأْسِ؛
فَيَجِبُ مَسْحُ جَمِيعِ شَعَرِ الرَّأْسِ وَلَوْ كَانَ طَوِيلاً؛ وَلَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْأَةِ حَلُّ ضَفَائِرِهَا لِلْمَشَقَّةِ التِي تَلْحَقُهَا فِي ذَلِكَ، وَتُدْخِلُ يَدَيْهَا مِنْ تَحْتِ ضَفَائِرِهَا فِي رُجُوعِ يَدَيْهَا فِي الْمَسْحِ.
7 - غَسْلُ الرِّجْلَيْنِ؛
وَالْمُرَادُ غَسْلُهُمَا مَعَ الْكَعْبَيْنِ عَلَى الْمَشْهُورِ،
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم كيفية غسلهما أنه:
(يصب الماء بيده اليمنى على رجله اليمنى ويعركها) أي يدلكها (بيده اليسرى) عركا (قليلا قليلا) أي رفيقا رفيقا (يوعبها) أي يستكمل غسلها (بذلك) أي بالماء والدلك (ثلاثا) أي ثلاث غسلات استحبابا ولا يزيد على ذلك.
🔅 ب - سنن الوضوء:
سُنَنُ الْوُضُوءِ سَبْع (7)، وَهِيَ:
1 - غَسْلِ الْيَدَيْنِ أَوَّلاً.
الْاِبْتِداءُ بِغَسْلِ الْيَدَيْنِ ثَلَاثًا قَبْلَ إدْخَالِهِمَا فِي الْإِنَاءِ؛ بِنِيَّةٍ، سَواءٌ
كَانَ مُتَّسِخَ الْيَدَيْنِ أَوْ نَظِيفَهُمَا؛
- ومَنْ أَحْدَثَ يُعِيدُ غَسْلَهُمَا فِي أَثْنَاءِ وُضُوئِهِ، وَلَا يُدْخِلُهُمَا
فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يُفْرِغَ عَلَيْهِمَا الْمَاءَ،
- واذا كَانَ الْإِنَاءُ مِمَّا لَا يُمْكِنُ أَنْ يَصُبَّ مِنْهُ الْمَاءَ عَلَى يَدِهِ،
فَيَجُوزُ لَهُ أَنْ يُدْخِلَهَا فِيهِ قَبْلَ غَسْلِهَا.
- وَمَنْ أَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ قَبْلَ غَسْلِهَا لَمْ يَضُرَّ ذَلِكَ وُضُوءَهُ، إِلَّا إِنْ
كَانَ فِي يَدِهِ نَجَاسَةٌ.
وَالْأَصْلُ فِي غَسْلِ الْيَدَيْنِ مَا جَاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله
عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
« إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي
وَضُوئِهِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ »
2 - الْمَضْمَضَةُ؛ وَهِي إدْخَالُ الْمَاءِ فِي الْفَمِ وَتَحْرِيكُهُ مِنْ شِدْقٍ
لِآخَرَ وَرَمْيُهُ.
3 - وَالْاِسْتِنْشاقُ وَالِاسْتِنْثَارُ؛ وَهُمَا أَنْ يَجْذِبَ الْمَاءَ بِالنَّفَسِ إِلَى
أَنْفِهِ وَيَنْثُرَهُ مِنْهُ بِالنَّفَسِ، مَاسِكًا عَلَى أَنْفِهِ بِأُصْبُعَيْهِ. وَيُبَالِغُ
غَيْرُ الصَّائِمِ فِي الْاِسْتِنْشَاقِ لِلتَّنْقِيَةِ. وَهُمَا سُنَّتَانِ عَلَى
الْمَشْهُورِ.
4 - رَدُّ مَسْحِ الرَّأْسِ مِنْ مُنْتَهَى الْمَسْحِ عِنْدَ الْقَفَا إِلَى مَبْدَئِهِ عِنْدَ
مُقَدَّمِ الرَّأْسِ.
5 - مَسْحُ الْأُذْنَيْنِ ظاهِرِهِمَا وَباطِنِهِمَا؛ يَمْسَحُ ظَاهِرَهُمَا بِإِبْهَامَيْهِ،
وَباطِنَهُمَا بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ، يَجْعَلُهُمَا فِي صِمَاخَيْهِ.
6 - تجديد الماء لمسح الأذنين: فلا يكفي في السنة أن يمسح
أذنيه بالبلل الباقي من مسح رأسه.
7 - تَرْتِيبُ الْفَرَائِضِ فِيمَا بَيْنَهَا؛ فَيُقَدِّمُ الْوَجْهَ ثم الْيَدَيْنِ ثم الرَّأْسِ،
ثم الرِّجْلَيْنِ.
فَيَنْبَغِي تَرْتِيبُ أفعال الْوُضُوءِ كَمَا جاء فِي آيَةِ الْوُضُـوءِ:
- قال الله تعالى في سورة المائذة :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْوَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ
وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ..)
- وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : « تَوَضَّأْ كَمَا أَمَرَكَ اَللهُ ».
🔅ت - فضائل الوضوء
فَضَائِلُ الْوُضُوءِ هِيَ مُسْتَحَبَّاتُهُ، وَهِي إحْدَى عَشْرَةَ (11) فَضِيلَةً، وَهِيَ:
1 - تيمن الاناء : وهو جَعْلُ إِنَاءِ مَاءِ الْوُضُوءِ عَلَى الْيَمِينِ، إِلَّا اذا يتعسر ذلك .
2 - التَّسْمِيَةُ : وَهِي قَوْلُ" بِسْمِ اللهِ " لما في ذَلِكَ من تَّبَرُّكُ،
وَاسْتِعانَةُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الطَّاعَةِ، وَ من تَّعَوُّذُ بِاسْمِهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ.
3 - السِّوَاكُ : وَالْمُرَادُ به عملية إِمْرَارُ السِّوَاكِ عَلَى الْأَسْنَانِ.
وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ بِعُودِ السِّوَاكِ إِنْ وُجِدَ، فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ
فبغيره أو بِالْأُصْبُعِ.
ومِنْ حِكَمِهِ تَنْقِيَةُ الْفَمِ وَالْأَسْنَانِ وَتَطْيِيبُهُمَا لِقِرَاءَةِ اِلْقُرْءَانِ
وَذِكْرِ اِللهِ وَالْمُنَاجَاةِ.
وَيَسْتَاكُ قَبْلَ الْوُضُوءِ، وَيَتَمَضْمَضُ بَعْدَهُ، لِيُخْرِجَ الْمَاءُ مَا
حَصَلَ بِالسِّوَاكِ؛ وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بِرِفْقٍ لَا بِعُنْف وَقَدْ
جَاءَ فِي فَضْلِهِ قَوْلُهُ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« اَلْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالسِّوَاكُ شَطْرُ الْوُضُوءِ؛ وَلَوْلَا
أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ؛ رَكْعَتَانِ
يَسْتَاكُ فِيهِمَا اَلْعَبْدُ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً لَا يَسْتَاكُ
فِيهَا ».
والأصل أن السِّواك يُطلق ويُراد به : الفعل ، الذي هو
المصدر ، ومنه : ( السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ )
فهي عملية " دلك الأسنان " بغض النظر عن الآلة التي
تستعمل في ذلك وتشمل كلَّ آلةٍ يتم بها تنظيف الأسنان،
إذا تحقَّق بها المقصود ، ونوى اتباع السنة بذلك، سواء تم
ذلك بعود الأراك ، أو عود الزيتون ، أو النخيل أوفرشات أو
غيره.
4 - الْغَسْلَةُ الثَّانِيَةُ وَالثَّالِثَةُ : فَتُغْسَلُ الْأَعْضَاءُ ثَلَاثاً إِلَّا الرِّجْلَيْنِ
فَتغسل حَتَّى يُتَحَقَّقَ الْإِنْقَاءُ؛ لِمَا ذَكَرَهُ عَبْدُ اَللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ
عَاصِمٍ فِي وُضُوئِهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « وَمَسَحَ رَأْسَهُ
بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدَيْهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا ».
5 - بَدْءُ مَسْحِ الرَّأْسِ مِنْ مُقَدَّمِهِ : لِمَا لِلْمُقَدَّمِ مِنْ شَرَفٍ عَلَى
الْمُؤَخَّرِ.
6 - تَخْلِيلُ أَصَابِعِ الرِّجْلَيْنِ .
7 - الْبَدَاءَةُ بِالْمَيَامِنِ : قَبْلَ الْمَيَاسِرِ؛ لِحَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ الله
عَنْهَا: « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحِبُّ
التَّيَمُّنَ فِي طُهُورِهِ إِذَا تَطَهَّرَ » ، وَذَلِكَ لِمَا لِلْمَيَامِنِ مِنَ
الْفَضْلِ.
8 - تَرْتِيبُ السُّنَنِ فِيمَا بَيْنَهَا : فَيُقَدَّمُ غَسْلُ الْيَدَيْنِ ثُمَّ الْمَضْمَضَةُ
ثُمَّ الْاِسْتِنْشَاقُ ثُمَّ الِاسْتِنْثَارُ، كَمَا يُقَدَّمُ رَدُّ مَسْحِ الرَّأْسِ عَلَى
مَسْحِ الْأُذُنَيْنِ.
9 - تَرْتِيبُ السُّنَنِ مَعَ الْوَاجِبَاتِ : فَغَسْلُ الْيَدَيْنِ أولا - ثم
الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ وَالِاسْتِنْثَارُ ثم غَسْلِ الْوَجْهِ -
ثم غَسْلُ الْيَدَيْنِ مَعَ الْمِرْفَقَيْنِ - ثم مَسْحُ الرَّأْسِ - ثم مَسْحِ
الْأُذْنَيْنِ - ثم غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ.
10 - تَقْلِيلُ الْمَاءِ : ولكن مِنْ غَيْرِ تَحْدِيدٍ؛ فَلَيْسَ النَّاسُ فِيمَا
يَكْفِيهِمْ مِنَ الْمَاءِ سَواءً، فَهُمْ مُخْتَلِفُونَ بِحَسَبِ نُعُومَةِ الْجِلْدِ
وَخُشُونَتِهِ، وَالْوَاجِبُ الْإِسْبَاغُ وَالْإِكْمَالُ.
11 - التَّوَضُّؤُ فِي مَوْضِعٍ طَاهِرٍ: لِئَلَّا يَتَطَايَرَ شَيْءٌ مِنَ النَّجَاسَةِ
عَلَى ثَوْبِه أَوْ البَدَنِ.
👈وَمِنَ الْفَضَائِلِ
الحرص على أربعة:
1⇐ عَدَمَ التَّوَضُّؤِ فِي بُيُوتِ الْخَلاَءِ (الْمَرَافِقِ الصِّحِّيَّةِ) لِمَا فِيهَا
- مِنَ النَّجَاسَةِ الْمَعْنَوِيَّةِ التِي لَا يَنْبَغِي مَعَهَا ذِكْرُ اللهِ،
- وَالنَّجَاسَةِ الْمُحْتَمَلَةِ التِي يَنْبَغِي تَوَقِّي إِصَابَتِهَا لِلْبَدَنِ أَوِ الثَّوْبِ،
وَالحِكْمَةُ مِنْ ذَلِكََ تَعْظِيمُ اسْمِ اللهِ وَتَنْزِيهُهُ عَنْ مَوَاطِنِ النَّجَاسَاتِ
وَالْأَقْذَارِ.
2⇐ اجتناب الحديث أثناء الوضوء
عند المالكية: من مكروهات الوضوء كثرة الكلام في غير ذكر
الله…) ولم يحرم الكلام أثناء الوضوء أحد، فهو جائز مع
الكراهة وتركه أولى. والله أعلم.
3⇐ الْحُضُورُ فِي الصَّلاَةِ بِقَدْرِ الْحُضُورِ فِي الْوُضُوءِ؛
4⇐ الدُّعَاءُ بَعْدَ الْوُضُوءِ؛ لِمَا وَرَدَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ اَلْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللهمَّ
اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ؛ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ
أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ».
كان هذا هو الدرس الأول في الوضوء و نطلب الله تعالى أن يوفقنا للاتيان به على الوجه الأَكْمَلُ، وَهُوَ الْإِتْيانُ بفرائضه وسننه و بِفَضَائِلِه،
قال صلى الله عليه وسلم :-
( إذا توضأ العبد المسلم - أو المؤمن - فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - فاذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - حتى يخرج نقيا من الذنوب ) رواه مسلم ..
والنعلم أن :
الاإدْمَانُ على الْوُضُوءِ مُوجِبٌ لِسَعَةِ الْخُلُقِ،
وَسَعَةِ الرِّزْقِ،
وَمَحَبَّةِ الْحَفَظَةِ،
وَدَوَامِ الْحِفْظِ مِنَ الْمَعَاصِي وَالْمُهْلِكَاتِ،
والْوَضُوءُ سِلاَحُ الْمُؤْمِنِ.
Commentaires
Enregistrer un commentaire