يوم المؤمن و ليلته - الصلاة
يوم المؤمن و ليلته - الصلاة
الصلاة
أسرار وحكم
بسم الله الرحمن
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
"يا ابن آدم انما انت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك"
" يا ابن آدم نهارك ضيفك ؛ فلا يرحلن عنك إلا وهو راض،وكذا ليلك ".
لازلنا في السلسلة المباركة : يوم المؤمن وليلتة
وقلنا أنها برنامج عملي – يعرفنا بما يتطلبه الوقت من عمل القلب واللسان والجوارح باللليل و النهار- ويجعلنا نتحرى ونجتهد فيه حتى نخرج من زمن العادة الى زمن العبادة ومن زمن الغفلة الى زمن اليقضة.
أخواني، أخواتي :
لم ترق عبادة في شريعة من شرائع الله كما ارتقت الصلاة في شريعة الإسلام، ولم يحفل دين سماوي بعبادة كما حفل بالصلاة دين الإسلام. فهي صلة - الصلاة صلة وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين
الصلاة أمر الله تعالى
الصلاة أمر الله تعالى نزل بذلك قوله: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]
وقال أيضاً: ﴿ قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ [إبراهيم: 31].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان" البخاري.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: " إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل، فإذا عرفوا الله، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم… " مسلم.
الصلاة - الصلاة - الصلاة
الصلاة عمود الدين و عماده - وأوتاده.
وهي من أجل وأهم مباني الدين بعد التوحيد، ومحلها في الدين محل الرأس من الجسد، فكما أن لا حياة لجسد بلا رأس، كذلك لا دين لمن لا صلاة له.
الصلاة دعامة كل الشرائع السماوية، فلم يخلو دين منها، ولم تنسخ فيما نسخ منها، إذ لا خير في دين لا صلاة فيه، لذا نجدها عند جميع الرسل.
وهي من دعاء إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40].
ومن ثم كانت الصلاة رأس العباداة ومقياس الأعمال
👈الصلاة رأس العبادات
الصلاة جامعة لجميع أجزائ العبادات، قال ابن القيم رحمه الله: (لما كانت الصلاة مشتملة على القراءة، والذكر، والدعاء، وهي جامعة لأجزاء العبودية على أتم الوجوه، كانت أفضل من كل من القراءة، والذكر، والدعاء بمفرده؛ لجمعها ذلك كله مع عبودية سائر الأعضاء) [الوابل الصيب:166].
والصلاة مقياس الأعمال، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله ففي الحديث: " أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله " [المقدسي: الأحاديث المختارة:7/145 وقال: حسن لشواهده]
👈الصلاة هي المقياس الصحيح للأعمال، وبها يحكم على دين ومكانة الرجال في الإسلام.
لقدأدرك السلف الصالح هذه الحقيقة فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إلى الآفاق: (إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حفظها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة).
ولما دخل المسور بن مخرمة رضي الله عنه على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدما طعن وهو مسجى، قال كيف ترونه؟ قالوا: كما ترى، قلت: أيقظوه بالصلاة، فإنكم لن توقظوه، بشيء أفزعَ له من الصلاة، فقالوا: الصلاة يا أمير المؤمنين! فقال: ها الله إذاً.
لقد أدرك السلف الصالح قدر الصلاة، وأنها عمود الدين الذي يقوم عليه بنيان الإسلام، ولا يقوم على غيره - يقيناً منهم بقوله صلى الله عليه وسلم:
" رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ".
فضاءل الصلاة
👈الصلاة براءة من النار، ومن النفاق.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى لله أربعين يوماً في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق "[سنن الترمذي ].
👈وهي من شعار الصديقين والشهداء.
فعن عمرو بن مرة الجهني - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله! أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فممن أنا؟ قال: " من الصديقين، والشهداء "[الهيثمي:موارد الظمآن:1 /36].
👈كما أنها ملازمة لكل من اتصف بحق الولاية والحب والنصرة من المؤمنين.
قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].
👈وهي عبادة مشتركة بين الكائنات.
- فالطير تصلي قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ [النور: 41] فظاهر الآية على أن الطير تسبح وتصلي بكيفية لا يعلمها إلا الله. والملائكة تصلي، قال تعالى: ﴿ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ﴾ [فصلت: 38].
- وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " نزل جبريل فأمني، فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه " يحسب بأصابعه خمس صلوات.[البخاري ]
- وعن حكيم بن حزام قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه إذ قال لهم" تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: ما نسمع من شيء. قال:" إني لأسمع أطيط السماء، وما تلام أن تئط، وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد، أو قائم " [الطبراني: المعجم الكبير:3 /201].
- والجن تصلي، قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]
👈وهي من أفضل الأعمال.
الصلاة خير الأعمال - فمن استطاع أن يكثر فليكثر منها.
-❤ فهي الطريق إلى دخول الجنة ومرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فعن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: لقيت ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة، أو قال: قلت: بأحب الأعمال إلى الله، فسكت، ثم سألته، فسكت، ثم سألته الثالثة، فقال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة "[مسلم ].
وعن ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه - قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: "سل " فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة! قال: " أو غير ذلك " قلت: هو ذاك. قال: " فأعنى على نفسك بكثرة السجود "[مسلم ].
-❤ والصلاة قرب من الله - الصلاة معراج.
فمن أراد إن يكون قريباً من الله تعالى، فعليه بالصلاة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد، فأكثروا الدعاء "[ مسلم ].
- وقال صلى الله عليه وسلم: " إن المصلي ليقرع باب الملك، وإنه من يدم قرع الباب، يوشك أن يفتح له " [مسند الشهاب].
- الصلاة معراج يتسموبالعبد الى أافاق روحانيته فيسعد بالوقوف بين يدي ربه يناجيه ويتزلف اليه بكلامه و بقرأانه ويتحبب اليه بالثناء عليه والانابة اليه والتضرع بين يديه..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ )
رواه مسلم ( 482 ) .
أقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد يخلع عليك من نوره سبحانه و تعالى - وهو نور السماوات و الارض - حالك مابعد الصلاة - وجهك مابعد الصلاة - غير حالك ووجهك ما قبلها.
ادا كنا نطرق باب العباد بالأكف - فباب الله نطرقها أو بالأحرى نتمسح عليها بناصيتنا افتقرا وتدللا وانكسارا واضطرارا وفرارا اليه عز وجل.
-❤ الصلاة تحقق الصلاة الراحة النفسية، والطمأنينة الروحية.
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبه أمر صلى، وكان يقول لبلال - رضي الله عنه -: " يا بلال! أقم الصلاة، أرحنا بها ".
لقد كانت قرة عين للنبي صلى الله عليه وسلم حين قال: " وجعلت قرة عيني في الصلاة " فكان يتلذذ بها، فلا يقدر على قطعها فيطيل أدائها، لكونه مستغرق فيها بكليته.
فعن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد، فقال سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريباً من قيامه " [مسلم ]
وعلى هذا النهج نجد أن السلف الصالح قد أدوا صلاتهم.
- فحين كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما يصلي في الحرم كانت الطيور تسقط وتنزل على ظهره في أمان وهي تظنه جذم حائط، أو جذع شجرة.
- وقال عدي بن حاتم - رضي الله عنه -: (ما دخل علي وقت صلاة إلا وأنا مشتاق إليها ).
- وقال أبي رجاء رحمه الله: (ما أجدني آسى على شيء من أمر الدنيا إلا أن أعفر وجهي في التراب كل يوم خمس مرات لربي عز وجل ).
- وقال ثابت رحمه الله: (اللهم إن كنت أذنت لأحد أن يصلي في قبره فأذن لي ).
-❤ والصلاة سبب من أسباب التظلل بظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله.
فعن أبي هريرة-رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد.. " الحديث[البخاري]
-❤ والصلاة نور، وبرهان، ووضاءة، ونجاة يوم القيامة.
- قال تعالى في وصف نبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته الأطهار: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29].
- وقال بعض السلف: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار. [تفسير ابن كثير:4 /205].
- وقال صلى الله عليه وسلم: " من حافظ عليها - أي الصلاة - كانت له نورا، وبرهاناً، ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له برهان، ولا نور، ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وهامان، وفرعون وأبي بن خلف "[صحيح ابن حبان ]
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة "[المقدسي: الأحاديث المختارة]
-❤ وفيها إرغاماً وإغاظةً، لعدو المؤمن الأول الشيطان الرجيم الذي يجاهد في منع المسلم عن الصلاة
- قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91].
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله - وفي رواية يا ويلي - أمر بن آدم بالسجود، فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود، فأبيت، فلي النار "[مسلم].
-❤ وإن لها دوراً أي دور، في منع الانزلاق نحو الفساد والانحراف.
-قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45] وإقامة الصلاة يكون بأدائها كما أمر تعالى وفق سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم - بشروطها و أٍادابها وخشوعها ثبعث في النفس رادعا قويا للتخلص من كل ما هو قبيح و سيئ وتحصيل كل ما هو صالح و طيب.
-❤ والصلاة سبب النصر، والتمكين، والفلاح، ووراثة الآخرة قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ....﴾
-❤ الصلاة تطفئ نار الذنوب والمعاصي، فعن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- عن صلى الله عليه وسلم قال:" تحترقون، تحترقون، فإذا صليتم الفجر غسلتها، ثم تحترقون، تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون، تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون، تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون، تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون، فلا يكتب عليكم شيء؛ حتى تستيقظون " [الطبراني: المعجم الأوسط].
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله عز وجل ملكاً ينادي عند كل صلاة: يا بني آدم! قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم فأطفئوها بالصلاة " [المقدسي: الأحاديث المختارة]
-❤ والصلاة من أهم الأسباب لرؤية الله تعالى في الجنة.
فعن جرير رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة- يعني البدر- فقال: " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا " ثم قرأ ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق: 39][البخاري].
الصلاة أنواع
1 - صلاة الفرض أولا
في وقتها و في المسجد
قال صلى الله عليه وسلم: " أفضل الأعمال: الصلاة على وقتها "[مسلم].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خمس صلوات افترضهن الله تعالى من أحسن وضوؤهن وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن، وخشوعهن، كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل، فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه " [أبو داود ].
الصلاة في وقتها و في المسجد ومع الجماعة تنقلك من الوقت السائب المقيد بعلاقات العمل واللهو الى الوقت الايماني المقيد بداع الله خمس مرات في اليوم - تنقلك من ساحة الغفلة الى ساحة الطاعة واليقضة - تنقلك الى صف المصلين المتراصين بين يدي الله عز وجل.
صلاة الجماعة تفضل عن صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة
و يزيد الله من فضله - فمع الجماعة تراحم المصلين صدقة - والسلام على المصلين صدقة - والرباط في المسجد صدقة - والابتسامة في وجه المصلين صدقة - ويضاعف الله الأجر لمن يشاء..
2 - ثم ادا صح الفرض صح النفل.
فالتقرب إلى الله تعالى يكون بعبادته وطاعته وأداء فرائضه، ثم بفعل النوافل والمستحبات وترك المكروهات، وقد دل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه " رواه البخاري.
>> - الرواتب - ركعتان لمن وفقه الله.
- قبل صلاة الظهر و بعدها
- قبل صلاة العصر
- قبل صلاة المغرب و بعدها
- قبل صلاة العشاء وما شئت بعدها
- صلاة الليل
قال صلى الله عليه وسلم: " عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد "[الترمذي]. ومن حافظ عليها تساقطت ذنوبه، ومحيت خطاياه وآثامه.
﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ - ﴿ إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ﴾
فالثلث الأخير من الليل وقت مبارك حيث ينزل الله - تبارك وتعالى- في كل ليلة، في الثلث الأخيرمن الليل إلى السماء الدنيا، ثم يقول:
«مَن يَدْعُوني،فأستجيب له؟
مَن يسألني فأعطيَه؟
مَن يستغفرني فأغفرَله؟»
قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 97 - 99].
👈- صلاة الأشراق.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ.
👈- صلاة الضحى صلاة الأوابين
روى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث نعيم بن همار رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: يا ابن آدم لا تعجز عن أربع ركعات من أول النهار، أكفك آخره".
وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى "[ مسلم ].
👈 - صلاة الاستخارة
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن) "رواه البخاري. وتكون الاستخارة بأن يصلي المسلم ركعتين من غير الفريضة و يسلم ثم يحمد الله و يصلي على نبيه، ثم يدعو بنص دعاء النبي ﷺ قال: إذا هم أحدكم بأمر فليصل ركعتين، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه باسمه - اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فيسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به..
👈- صلاة الحاجة
خسارة تارك الصلاة
- إن ترك الصلاة خسران وهلاك في الدنيا والآخرة، فهي عند كثير من العلماء كفر؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 11] ومفهوم الآية: أن من أصر على كفره، أو ترك الصلاة، أو على ترك الزكاة، فليس من إخواننا في دين الإسلام.
وقال صلى الله عليه وسلم: " بين الرجل، وبين الكفر، ترك الصلاة " [مسلم].
وقال أيضاً: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ".
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (أما إنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة ).
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (من ترك الصلاة، فلا دين له )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ).
لذلك كان ترك الصلاة أشد على الإنسان من مصيبة فقد الأهل والمال؛ للآثار الخطيرة المترتبة على هذا الجرم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لأن يوتَر أحدكم أهله وماله، خير له من أن يفوته وقت صلاة "[مصنف عبد الرزاق].
------------------------------------------------------------
Commentaires
Enregistrer un commentaire