3
أحكام الصلاة
الأصل في أداء فريضة الصلاة المكتوبة أن يأتي بها المسلم على تمام وجهها في القيام والركوع والسجود والجلوس وجميع أعمال الصلاة القولية والفعلية، الواجبة منها والمسنونة والمستحبات.
ولا يتحقق تمام الصلاة وكمالها بأركانها وشروطها وأعمالها إلا إذا كانت على هيئة النبي صلى الله عليه وسلم،
ولمكانتها بين العبادات فقد كان جبريل عليه السلام أقام الصلاة للنبي ﷺ ، والناس يأتمون به ﷺ صبيحة ليلة الإسراء. ومن تم وجب التعرف على:
- شروط الصلاة- أركان الصلاة- سنن الصلاة ومستحباتها- مبطلاة الصلاة- وكروهات الصلاة
🌟 - فما هي شُروط الصَّلاة
إذا للصَّلاة شُروطً معيَّنة تتوقَّف عليها صِحتُها؛والشَّرط في اللُّغة: العلامة،وفي الاصطلاح: ما يتوقفُ عليه وجود الشَّيء وهو خارج عنه. وشروط الصَّلاة نوعان:أ- شروطُ وجوب،ب - وشروطُ صحة.
👈أ - أمَّا شروط الوجوب:
فهي الشُروط التي تجعل الصَّلاة واجبة على المُكلَّف، وهي ثلاثةُ شروط كما يأتي:
★ - الإسلام:
إذ تجب الصَّلاة على كل مسلمّ ومسلمة، ولا تجب على غير المسلم في الدُّنيا لأنَّها لا تصحُّ منه، ولكنَّها تجب عليه وجوب عقاب في الآخرة عند الجمهور لأنَّه مخاطبٌ بفروع الشَّريعة وإن كان غير مسلمٍ،
أمَّا عند الحنفية فلا تجب الصَّلاة على غير المسلم لا في الدُّنيا ولا في الآخرة؛ لأنَّه غير مطالبٌ بفروع الشَّريعة.★ - البُلوغ:
تجب الصَّلاة على كل بالغٍ،
ولا تجب على الصَّبي،
ولكنّه يُؤمر بها عند بلوغه السَّابعة - أي سن التمييز- لتعويده عليها،
ويُضرب عليها عند بلوغه العاشرة باليد ضرباً خفيفاً غير مبرح إن أفاد الضَّرب تشجعيه عليها، وإلا فيُترك.★ - العقل:
فلا تجب الصَّلاة عند الجمهور باستثناء الحنابلة على المجنون، والمعتوه، والمغمى عليه مادام مفارقاً للوعي، لذهاب مناط التَّكليف ألا وهو العقل، ويُسنُّ لهم القضاء بحسب الشافعيَّة.
👈ب - وأمَّا شروط الصَّحة:فهي ما يتوقف عليها صحة الصَّلاة، وهي ستَّة شروطٍ كما يأتي:★ العلم بدخول الوقت: فلا تصحُّ الصَّلاة قبل دخول الوقت.★ الطَّهارة من الحدثين. طهارة الثوب والبدن والمكان الذي يُصلّى فيه.
★ الطَّهارة من الخبث
★ ستر العورة.
الواجب على المصلي ستر عورته في الصلاة بإجماع المسلمين ،
- وعورة الرجل ما بين السرة والركبة ، عند جماهير أهل العلم .
- وأما المرأة : فشعرها ، وجميع جسمها عورة ، يجب عليها أن تسترها ، ما عدا الوجه والكفين ؛ فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتها باتفاق .
★ استقبال القبلة:
وإذا كان المسلم في مكان ولم يستطع معرفة اتجاه القبلة ،بعد اجتهاد, فإنه يصلي إلى الجهة التي يغلب على ظنه أنها جهة القبلة ، ولا يلزمه إعادة الصلاة بعد ذلك ، بل صلاته صحيحة ولا شيء عليه .
فعند المالكية أن من صلى إلى غير القبلة باجتهاد لم تلزمه الإعادة، وإنما تندب له في الوقت
★ النيَّة: بأن ينوي المُصلّي الصَّلاة التي يريد أداءها ويعيُّنها بذاتها في قلبه؛ كتعيين فرض الظهر أو العصر، ولا يُشرع التَّلفظ بها.
🌟 - وما هي أركان الصَّلاة
يُعرَّف الركن في الصَّلاة: ما لا تصحُّ الصَّلاة بغيره، وعدم الإتيان به سهواً أو عمداً يُبطل الصَّلاة،
وأركان الصَّلاة أربعة عشر ركناً، وهي:
★- القيام للقادر.★- تكبيرة الإحرام،
ويجب نُطقها في حال القيام عند القدرة، وأن يُسمع نفسه بها إن استطاع ذلك، وأن تُقال بالعربية إن تمكَّن من ذلك، وأن تؤتى بصيغة "الله أكبر" وليس أي صيغة أخرى.★- قراءة الفاتحة في كلِّ ركعة.
★- الرُّكوع.
★- الاعتدال من الرُّكوع.
★- السُّجود على الأعضاء السبعة؛ وهي :
الجبهة مع الأنف، واليدان، والرُّكبتان، والقدمان.
★- الجلوس بين السَّجدتين.
★- السُّجود الثاني.
★- الجلوس للتّشهّد الأخير.
★- التَّشهّد الأخير،
والتَّشهد المأمور به شرعاً هو قول:
" التحيَّات لله والصَّلوات الطَّيبات لله، السَّلام عليك أيُّها النَّبي ورحمة الله وبركاته، السَّلام علينا وعلى عباد الله الصَّالحين، أشهد أنَّ لا إله إلا الله، ووأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ".
★- الصَّلاة على النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في التَّشهد الأخير،
ويُقال فيها:
" اللَّهم صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صَّليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيد، اللَّهم بارك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيد ".
★- التَّسليم: وهو قول المُصلِّي:
"السَّلام عليكم ورحمة الله".
★- الطَّمأنينة:
وهي السُّكون وإن قلّ، أو السُّكون بقدر الذكر الواجب.
★- ترتيب الأركان.
🌟 - وما هي سنن و مستحبات الصَّلاة
السُّنَّة شرعاً: ما يُثاب فاعله على فعله ولا يعاقب تاركه. ولا تَبطل الصَّلاة بتركها، سواءً كان تركها سهواً أو عمداً. وسُنن الصَّلاة كثيرة نُورد منها الآتي:
☆ - رفع اليَدين عند تكبيرة الإحرام مع تفريج الأصابع.☆ - وضع اليد اليُمنى فوق اليد اليُسرى.
☆ - دعاء الاستفتاح.
☆ - قراءة شيءٍ من القرآن بعد الفاتحة في الرَّكعيتن الأُوليين.
☆ - التَّأمين بعد قراءة الفاتحة.
☆ - رفع اليدين عند الرُّكوع، وعند الرَّفع منه، وعند القيام للرَّكعة الثالثة.
☆ - الجهر في الصَّلاة الجهرية؛ أي صلاة الفجر، والمغرب، والعشاء،
☆ - والإسرار في الصَّلاة السرية؛ أي صلاتيِّ الظُهر والعصر.
☆ - وضع اليدين مفتوحة الأصابع على الرُّكبتين عند الرُّكوع.
☆ - الابتداء بوضع الرُّكبتين قبل اليدين عند السُّجود عند جمهور الفقهاء، وقال المالكيّة بأن السنة وضع اليدين قبل الركبتين عند الهويّ للسجود.
☆ - توجيه أصابع القدمين حال السُّجود إلى القبلة.
☆ - الافتراش* في التَّشهد الأول والتَّورُّك* في التَّشهد الأخير.
☆ - الإتيان بجلسة الاستراحة عند القيام من السُّجود للرَّكعة الثانية أو الرابعة.
☆ - الإشارة بالسَّبابة عند التَّشهد.
☆ - الدُّعاء بعد التَّشهد الأخير.
☆ - النَّظر موضع السُّجود.
☆ - مدُّ العنق والظهر في الرُّكوع.
☆ - قول "سبحان ربي الأعلى" في السُّجود ثلاث مرّات أو أكثر.
☆ - قول "سبحان ربي العظيم" في الرُّكوع ثلاث مرّاتٍ أو أكثر.
☆ - قول "رب اغفر لي" في الجُّلوس الذي يكون بين السَّجدتين.
🌟 - وما هي مبطلات الصَّلاة
تبطل الصلاة بالعديد من الأمور، نذكر بعضها:
إذا ترك المصلّي ركناً من أركان الصلاة، أو شرطاً من شروطها، سواءً كان ذلك عمداً أو سهواً.
- إذا ترك المصلّي واجباً من واجباتها متعمّداً.- إذا تحرّك المصلّي بشكلٍ كبيرٍ دون حاجةٍ في الصلاة.- إذا كَشَف المصلّي العورة متعمّداً.- إذا تكلّم المُصلّ أو ضحك بقهقهة أو أكل وشرب عمداً.- إذا أحدَث المُصلّي، فقد أجمع الفقهاء على عدم قبول
إذا أحدث أثناء صلاته وتيقّن من ذلك؛ أي إذا وقع منه ما يُبطل الوضوء، فعن عبد الله بن زيد - رضي الله عنه-:
( أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّجُلُ الذي يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه يَجِدُ الشَّيْءَ في الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: لا يَنْفَتِلْ -أوْ لا يَنْصَرِفْ - حتَّى يَسْمع صَوْتًا أوْ يَجِدَ رِيحًا ).
🌟 - وما هي مكوهات الصَّلاة
المَكروه اصطلاحاً هو ما طُلب تركه طلباً غير جَازم، ومكروهات الصَّلاة عديدة منها الآتي:
- العبث باللِّباس أو الجَسد أثناء الصَّلاة.- مسح التُّراب والحصى عن الأرض، إلا إن دعت الحاجة لذلك لتوسية مكان السُّجود.- فرقعة الأصابع في المسجد أو أثناء الصَّلاة.- تشيبك الأصابع في الصَّلاة.- وضع اليد على الخاصِرة.- الاعتماد على اليدين في الصَّلاة حال الجلوس لغير الحاجة.- شدُّ الشُّعر وإلصاقه بالرأس للِّرجال.- سدل الثَّوب على الجسد بدون إدخال اليدين فيه.- رفع البصر إلى السماء خلال الصَّلاة.- الالتفات بالوجه عن القِبلة.- قراءة القُرآن في الرَّكوع والسَّجود.- النَّظر إلى ما يُلهي عن الصَّلاة.- تغميض العينين في الصَّلاة بلا عذر.- التَّربّع في الصَّلاة بلا عذر.- التمايُل في الصَّلاة.- تشمير الكُمّين عن الذراعين خلال الصَّلاة.- الاضطباع في الصَّلاة؛ وهو جعل الثَّوب تحت الإبط الأيمن وطرحُه على الكتف الأيسر.- كثرة التثاؤب في الصَّلاة.- تغطية الأنف أو الفم خلال الصَّلاة بلا عذر.- الصَّلاة عند مدافعة الأخبثين: البول والغائط.- الصَّلاة بحضور طعامٍ يشتهيه المُصلّي؛ فالأَوْلى أن يأكل أولاً إذا اتّسع الوقت لذلك.- الصَّلاة عند غلبة النَّوم.- الالتزام بمكانٍ خاصٍّ في المسجد للصَّلاة فيه لغير الإمام.- تأخير الأذكار المشروعة عند الانتقال من ركنٍ إلى ركنٍ إلى غير محلِّها.- تطويل الرَّكعة الثانية على الأولى بمقدار ثلاث آيات فأكثر.- الاقتصار على قراءة الفاتحة في الرَّكعتين الأوليين.- العبث باللِّحية خلال الصَّلاة.- القيام على رِجلٍ واحدة بلا عذر.- الصَّلاة خلف النَّائم أو المتحدِّث.- التنكيس في قراءة السور في الصلاة؛ كأن يقرأ المصلّي في الركعة الأولى سورة الإخلاص، ويقرأ بالركعة الثانية سورة قبلها كسورة الضحى.
Commentaires
Enregistrer un commentaire