العبادات - صوم رمضان - 2

العبادات - صوم رمضان

1. مقدمة

بعد سنة كاملة من التفنّن في صناععة المطعومات والاجتهاد في تحضير الوصفات، والمأكولات والمشروبات،

يجود علينا ربنا بهدا الشهرالكريم  لنتنعّم بالفرح بفضل الله وبرحمته، ولذة الأنس به و نوفي أنفسنا خظها من عيش الروح - مقابل سنة كاملة من عيش الجسد وخاصة الغي في شهوات  البطون.

يقول العارقون بالله : عيش الروح يُصلح عيش الجسد.

أما من وفّى نفسه حظها من عيش جسده بالشهوات الحسية؛ فسد عيش روحه وفسد قلبه وقسا، وجلب له ذلك الغفلة ، فنقص حظ روحه وقلبه من طعام المناجاة وشراب المعرفة،

وربما مات قلبه من غفلته عن الله، وإعراضه عنه.

ولدلك جعل الله لنا هده المحطة - وأوجب علينا صوم هدا الشهر شهر رمضان.

1. وجوب صوم رمضان

من المعلوم أنه لا يكمل دين العبد حتى يأتي بأركان الاسلام  كاملة مراعيا الشروط المرتبطة بها، وهذه الأركان خمسة كما ثبت ذلك في حديث سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، وقد أجاب جبريل عليه الصلاة والسلام بقوله: 

(الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً).
صوم رمضان ادا هو الركن الرابع من أركان الاسلام وهو التعبد لله سبحانه وتعالى بترك الأكل والشرب والجماع  وكذلك سائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس من هلال رمضان إلى هلال شوال،

كما جاء في قوله تعالى: 

قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَلَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183

وهدا محل اتفاق بين العلماء لا خلاف بينهم في وجوب صوم رمضان

2. من مقاصد الصوم

أقدار الله الكونية وشرائعه قائمة على الحكمة والتعليل، سواء علمناها أو لم نعلمها، فلا يقال: إن من الشرائع ما له علّة، ومنها ما هو تعبّد لا علّة له.

فلا احد يجادل أن لعبادة الله أعظم الأثر في صلاح الفرد والمجتمع والكون كله،  وكلما كان الناس أقرب إلى العبادة كان الكون أقرب إلى الصلاح، والعكس بالعكس.

 فإن انهمك الناس في المعاصي والسيئات وتركوا الواجبات والطاعات كان ذلك مؤذنا بخراب الكون وزواله، وأن القيامة لا تقوم إلا على شرار الخلق .

والعبادة هي الزمام الذي يكبح جماح النفس البشرية أن تلغ في شهواتها، وهي السبيل الذي يحجز البشرية عن التمرد على شرع الله تعالى، فالعبادة ضمانة أخرى من أن تنحرف البشرية في مهاوي الهلاك وطرق الضلال. 

الصيام شفاء ومحبة وجهاد.

من ينظر الى البشرية اليوم يرى أنها تكابد سعار الشهوات، وتقاسي نكد الانحطاط في الملذات، وتعاني شقاءً وضنكاً؛ بسبب الولوغ والوقوع في تلك الدركات.

 وفرض الله تبارك و تعالى الصيام على عباده رحمة بهم ,فالصيام جُنّة من تلك الآفات، وشفاء من جميع الغوايات، فالصيام رياضة النفوس وتدريبها على احتمال المكاره، والصبر عن الشهوات، حتى لا تكون أسيرة في ملاذها  

ففي النفوس التي اعتادت الصبر عما تشتهي - وهو حاضر - قوة وجلادة لا تجدها في النفوس الضعيفة التي لا تكف عن المشتهيات إلا عند فقدانها. 

فالصيام ترويض و جهاد للنفس على ترك العوائد والمألوفات، فالمؤمن يترك طعامه وشرابه وشهوته لأجل الله وحده، وجهاد النفس هو الأصل لكل جهاد.

والجهاد من لوازم محبة الله - تعالى -  والله - سبحانه - هو المعبود المألوه المحبوب المقصود، وهذه هي الحنيفيّة ملة إبراهيم - عليه السلام -، فمحبة الله أعظم الواجبات، وأصل كل الأعمال

الصيام سمو وارتقاء

إن الإغراق في الشهوات بشتى أنواعها ، واعتيادها والفها،    يجعلها أسراً وقيداً للروح، فتنجذب الروح إلى ذلك الانحدار 

ومحبة الشهوات  و تقديمها على محبة الله، تضعف محبته لله -  وقد يسلب الإيمان من القلب كاملا.

فصيام  العبد إيماناً واحتساباً، يجعل روحه تسمو وتعلو وتتحررمن رق الملذات وأسر المألوفات فتنمو محبة الله في قلبه وتتضاعف ويرتقي في مقامات العبادات وأحوالها . 

ونقتصرهنا على بعض العبارات لابن القيم في هذا الشأن، حيث يقول 

"أما الصوم فناهيك به من عبادة تكفّ النفس عن شهواتها وتُخرجها عن شبَه البهائم إلى شبه الملائكة المقرّبين فإنّ النفس إذا خُلّيت ودواعي شهواتها التحقت بعالم البهائم، فإذا كُفّت شهواتها لله، ضُيِّقت مجاري الشيطان وصارت قريبة من الله بترك عادتها وشهواتها، محبّة له، وإيثارا لمرضاته، وتقرُّبا إليه، فيدع الصائم أحبّ الأشياء إليه وأعظمها لُصوقا بنفسه من الطعام والشراب والجماع من أجل ربه، فهو عبادة، ولا تُتصوّر حقيقتها إلا بترك الشهوة لله، فالصائم يدع طعامه وشرابه وشهواته من أجل ربه، وهذا معنى كون الصوم له تبارك وتعالى، 

الصيام إيمان واحتساب

حكمة الصيام جاءت منصوصاً عليها في قوله - تعالى -: 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَالبقرة: 183.

 فالصيام يحقق جوهر التشريع و غاية التكليف وهو التقوى، والتقوى تجمع أصلين: 

1- الايمان : 

لان التقوى  تستمد قوتها منه - والصيام باعث للايمان 

2- و الاحتساب:

 لأن الصائم يحتسب عمله لله، فهو يصوم راجياً ثواب الله.ولذا يكثر اقتران الإيمان بالاحتساب في غير حديث، كما في قوله  صلى الله عليه وسلم: 
( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه)
الصيام يحرّك الإخلاص لله وحده، وينمّي حُسن القصد لله عز وجل، ويحقق التجرّد له - سبحانه    
الصيام لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره، وهو شيء في القلب، كما ورد في الأثر « ليس في الصيام رياء ».
  ومن ثم كان أجره عند الله عظيما.  
             
 ، كما في الحديث الصحيح عن أبي الصيام خوف و رجاء 

إن الصيام يرسّخ الإيمان باليوم الآخر ويقويه، ويربط الصائم بأحوال الآخرة وهمومها، ففي روايات الحديث الصخيح " الصيام جنة وحصن حصين من االنار"  

ومن ثم فالصوم يقوي  فيه خوف قوي من الله - فالصائم يخاف التقصير و التفريط وعدم قبول عمله، فهناك تلازم بين مجانبة  الشهوات والخوف من الله تعالى ورجاء رحمته ؛ ولذا قال بعض السلف: إذا سكن الخوف القلوب احرق مواضع الشهوات منها.  


أنها محبة الصائم لله التي لا تنفك عن رجائه عز وجل، والخوف من سبحانه؛ إذ كل محبّ راجٍ خائف، فكل محبة مصحوبة بالخوف والرجاء وتلازمها. 



ركن الصوم وشروطه:
1- ركن الصوم
الصيام في حقيقته مركب من ركنين أساسيين، لا يُتصور حصوله بدونهما: 
- الركن الأول:

 النية، ومعناها القصد، وهو اعتقاد القلب فعل شيء، وعزمه عليه من غير تردد، والمراد بها هنا قصد الصوم، والدليل على أن النية ركن لصحة الصيام، قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) رواه البخاري ومسلم، وهو يعم كل عمل ، وقوله في حديث حفصة رضي الله عنها: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له) رواه أحمد وأصحاب السنن.

ومحل النية القلب، ولا يُشرع التلفظ بها، وهو خلاف السُّنَّة؛ لأنها عمل قلبي لا دخل للسان فيه، وحقيقتها القصد إلى الفعل امتثالاً لأمر الله تعالى، وطلباً لثوابه.

 ويُشترط في النية لصوم رمضان التبْييت، وهو: إيقاع النية ليلاً، لحديث حفصة المتقدم، وتصح النية في أي جزء من أجزاء الليل، وينبغي على العبد أن يبتعد عن وسواس الشيطان في النية، فإن النية لا تحتاج إلى تكلف، فمن عقد قلبه ليلاً أنه صائم غداً فقد نوى، ومثله ما لو تسحَّر بنية الصوم غداً.
وبعض الفقهاء يعد النية شرطاً لصحة الصيام لا ركناً من أركانه، والمقصود أنه لا بد منها لصحة الصوم سواء عددْناها ركناً أم شرطاً.

- الركن الثاني:

الإمساك عن المفطرات من طعام، وشراب، وجماع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ودليل ذلك قوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) (البقرة:187)

والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود، بياض النهار وسواد الليل، وذلك يحصل بطلوع الفجر الثاني أو الفجر الصادق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال، ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق) رواه الترمذي. وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم) رواه البخاري ومسلم، وقد أجمع أهل العلم على أن من فعل شيئاً من ذلك متعمداً فقد بطل صومه.

2- شروط الصوم:
وهناك شروط ذكرها أهل العلم لا بد من توفرها حتى يجب الصوم على العبد، وهي:

- أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً مقيماً قادراً خالياً من الموانع الشرعية.

- فلا يصح الصوم من الكافر، فإن أسلم في أثناء الشهر، صام الباقي, ولا يلزمه قضاء ما سبق حال الكفر، ويقضي اليوم الذي أسلم فيه، إن أسلم أثناء النهار، نص عليه الإمام مالك، والإمام أحمد وغيرهما. 

- ولا يجب الصوم على الصغير غير البالغ لعدم التكليف، ولكنه يصح منه، ويكون في حقه نافلة، ولو أفطر في أثناء النهار فلا شيء عليه، ويستحب تدريبه على الصوم ليعتاد عليه، ولئلا يجد صعوبة فيه حال البلوغ، فقد ثبت في الصحيح من حديث الرُبيِّع بنت معوِّذ رضي الله عنها أنها قالت في صيام عاشوراء لما فُرض:

 (كنا نُصَوِّمُ صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْنِ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار) رواه البخاري ومسلم.

- ولا يجب الصوم على مجنون, ولو صام حال جنونه, لم يصح منه؛ لأن الصوم عبادة مفتقرة إلى النية، والمجنون لا يتصور منه النية، وفي الحديث الصحيح عن علي رضي الله عنه مرفوعاً: (رُفِعَ القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل) رواه أبو داود وغيره.

ولا يجب الصوم على غير القادر لمرض دائم، أو كِبَر، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم. ولا يجب على المسافر، والمريض مرضاً عارضاً، ولكنهما يقضيانه حال زوال عذر المرض أو السفر؛ لقوله جل وعلا: (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) (البقرة:184).

ولا يجب الصوم على الحائض والنفساء، بل يحرم عليهما، ولا يصح منهما؛ لوجود المانع الشرعي، ولو جاءها الحيض أو النفاس أثناء الصوم، بطل صوم ذلك اليوم، ويجب عليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها بعد رمضان.

والطهارة ليست شرطاً لصحة الصوم، فإذا تسحر الجنب، وشرع في الصوم، ولم يغتسل، صح صومه، وكذلك لو طهرت المرأة من الحيض في الليل ولم تغتسل، وصامت يومها التالي صح الصوم منها. 

هذه هي أهم أركان الصوم وشروطه، وللعلماء مزيد تفصيل وبيان فيها، يمكن الرجوع إليها في مظانها، والله أعلم.


3. من فضائل الصوم

 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " 

كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله؛ فليقل إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه وهذا لفظ البخار  

ومعنى " جُنَّة " : وقاية وستر سواء من الآثام أو من النار .
و " خُلوف فم الصائم " : تغير رائحة الفم .

وفي رواية لمسلم:

 كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته، وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك

 عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : 

" إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل مِنه أحدٌ غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحدٌ " .  رواه البخاري

 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم مِن ذنبه ، ومَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم مِن ذنبه " .
رواه البخاري ( 1802 ) ومسلم   .

ومعنى " إيماناً " : أي : بفرضيته .
و " احتساباً " : أي : محتسباً أجره على الله .

4. ما يجوز أن يكون من الصائم

أ. الأكل والشرب والجماع ليلاً

لقول الله تعالى: أحلَّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ......وكلوا  واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر  

ب. تأخير السحور إلى أول دخول وقت الفجر

للآية السابقة .

ولقول سهل بن سعد رضي الله عنه : كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

والمقصود : أنهم كانوا يؤخرون السحور ، ويعجلون بالصلاة. رواه البخاري 

ج. الأكل والشرب ناسياً

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : "إذا نسي فأكل وشرب فليتمَّ صومَه فإنما أطعمه الله وسقاه" . رواه البخاري ومسلم  .

ولا فرق بين صيام الفرض وصيام النفل في هذه المسألة بخلاف ما يظنُّه كثيرٌ مِن العامَّة

وننبِّه هنا إلى أنه من رأى مَن يأكل أو يشرب ناسياً فلا ينبغي له أن يتركه على حاله ، بل يجب عليه تذكيره بصيامه ، فهو وإن كان معذوراً بنسيانه ، فأنت لستَ معذوراً بتركك إنكار المنكر – لأنَّه قد يكون ناسياً وقد يكون متعمداً - ولو أراد الله له العذر في الطعام والشراب لم يسخرك لأن تراه

د. أن ينوي الصوم من النهار جاهلاً دخول الشهر

عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم "بعث رجلا ينادي في الناس يوم عاشوراء إن مَن أكل فليتمَّ - أو فليصم - ومن لم يأكل فلا يأكل" . 

رواه البخاري ومسلم ) .

والشاهد من الحديث : أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أمر مَن لم ينو الصيام أن ينشأ نية الصوم من النهار ، وذلك في صيام عاشوراء ، وكان آنذاك واجباً صومه على المسلمين، ولم يُنقل أنه أمر من فعل ذلك بالقضاء.

هـ . أن يدركه الفجر وهو جنُب

للآية السابقة إذ فيها إباحة الجماع ليلاً إلى أن يظهر الفجر ، ولازم هذه الإباحة أن يدرك المجامعُ الفجرَ وهو على جنابة

وعن عائشة وأم سلمة " أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنبٌ مِن أهله ثم يغتسل ويصوم "

رواه البخاري ومسلم 

و. التقبيل والمباشرة لامرأته لمن يملك نفسه

عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقبِّل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه "

رواه البخاري ومسلم 

ومعنى " يباشر " : يعني ما دون الجماع .
و" أملككم لإربه " : أي شهوته .

ح. استعمال السواك

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لولا أن أشق على أمَّتي لأمرتُهم بالسواك مع كل صلاة " . رواه البخاري  ومسلم  

وقال البخاري : ولم يخصَّ الصائم مِن غيره .
وتحديد وقت التسوك إلى الزوال مما لم يأت به دليل .

ط. استعمال الكحل والقطرة للعين ، والقطرة والدواء للأذن ، والتحاميل ، وخلع الضرس ، وبلع الريق والنخامة

الحجامة

- عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم " . رواه البخاري ( 1836 ) .

- وعن ثابت البناني قال : سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه أكنتم تكرهون الحجامة للصائم ؟ قال : لا ، إلا مِن أجل الضعف - على عهد النَّبيّ صلى الله عليه وسلم – " . رواه البخاري.

قال الحافظ ابن حجر : قال ابن حزم صحَّ حديث " أفطر الحاجم والمحجوم " بلا ريب! لكن وجدنا مِن حديث أبي سعيد " أرخص النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في الحجامة للصائم" وإسناده صحيح ، فوجب الأخذ به لأنَّ الرخصة إنما تكون بعد العزيمة فدل على نسخ الفطر بالحجامة سواء كان حاجماً أو محجوماً . انتهى " فتح الباري " ( 4 / 178 ) .

ك . السفر سواء عزم عليه من الليل أو أنشأه من النهار

عن عائشة رضي الله عنها زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أأصوم في السفر ؟ - وكان كثير الصيام - فقال : " إن شئتَ فصم وإن شئتَ فأفطر ". رواه البخاري ( 1841 ) ومسلم ( 1121 ) .

ل. إسباغ الوضوء ، ومنه المضمضة والاستنشاق – من غير مبالغة –

عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله أخبرني عن الوضوء ، قال : " أسبغ الوضوء ، وخلِّل بين الأصابع ، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما " .
رواه الترمذي ( 788 ) والنسائي ( 87 ) وأبو داود ( 142 ) وابن ماجه ( 407 ) .
والحديث : صححه الترمذي ، والبغوي ، وابن القطان . انظر " التلخيص الحبير " ( 1 / 81 ) .

م . تذوق الطعام للحاجة

عن ابن عباس رضي الله عنهما : لا بأس أن يذوق الخل والشيء ما لم يدخل حلقه.
رواه ابن أبي شيبة والبيهقي .
والأثر : حسَّنه الإمام الألباني في " إرواء الغليل " .

 

5. مبطلات الصوم

أ. الأكل والشرب

ويدل عليه ما سبق في ج من المباحات ، حيث رفع الحرج في الأكل والشرب عن الناسي فقط.

وكذا ما دل عليه قوله تعالى { ثم أتموا الصيام إلى الليل } .

ب. الجماع

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " بينما نحن جلوس عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله هلكتُ ! قال : " ما لك " ؟ قال : وقعتُ على امرأتي وأنا صائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل تجد رقبة تعتقها " ؟ قال : لا قال : " فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين " ؟ قال : لا ، فقال : " فهل تجد إطعام ستين مسكينا " ؟ قال : لا ، قال : فمكث النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك أتي النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بعَرَق فيها تمر - والعَرَق : المكتل - قال : " أين السائل " ؟ فقال أنا قال : " خذها فتصدق به " فقال الرجل : أعلى أفقر مني يا رسول الله ؟ ! فوالله ما بين لابتيها - يريد : الحرتين - أهل بيت أفقر مِن أهل بيتي ! فضحك النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ، ثم قال : " أطعمه أهلك " . رواه البخاري ( 1834 ) ومسلم ( 1111 ) .

= ويترتب على جماع الرجل و المرأة غير المكرهة أمور :

1. الإثم . وذلك لمخالفة الأمر ، ويدل عليه قول الرجل " هلكت " وفي رواية " احترقت " .

2. الكفارة . وهي المذكورة في الحديث السابق ، وهي على الترتيب :

أ. عتق رقبة .
ب. صيام شهرين متتابعين .
ج . إطعام ستين مسكيناً .

ولا يحل له الانتقال إلى التالي إلا بعد تعذر الأول .

3. الإمساك بقية اليوم ، لأنه تعدى بجماعه فلا يزيد في تعدِّيه بإفطار بقية يومه .

4. القضاء ، وعليه أن يقضي يوماً مكانه ، لما جاء في في بعض ألفاظ الحديث " واقض يوماً مكانه " . انظر " الإرواء " ( 4 / 91 ) .

ج . القيء عمداً

عن أبي هريرة أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَن ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمداً فليقضِ " . رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه .

ومعنى " ذرعه " : خرج بلا اختيار منه .
و " استقاء " : أخرج القيء متعمداً .

د . الحقن الغذائية ، ووضع الدم في الجسم

وهما في معنى الطعام والشراب ، وغاية الطعام والشراب : الدم ، فإذا وضع في جسمه دماً ، فقد وضع غاية الطعام والشراب .

هـ . خروج دم الحيض والنفاس

ولا فرق أن يكون خروج الدم في أول النهار بعد الفجر أو أن يكون في آخره ولو قبيل المغرب بلحظة .

عن أبي سعيد الخدري قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى - أو فطر - إلى المصلى فمرَّ على النِّساء فقال .... " أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم " ؟ قلن : بلى ، قال : " فذلك مِن نقصان دينها " . رواه البخاري ( 298 ) ومسلم ( 80 ) .

 

6 . مستحبات الصيام

أ. تعجيل الإفطار

عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال النَّاس بخير ما عجَّلوا الفطر " .

رواه البخاري ( 1856 ) ومسلم ( 1098 ) .

- وعن أبي عطية قال : دخلتُ أنا ومسروق على عائشة فقلنا : يا أم المؤمنين رجلان مِن أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة ؟ قالت : أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ؟ قال : قلنا : عبد الله - يعني : ابن مسعود - قالت : كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم ( 1099 ) .

ب. البداءة بالرطب فإن لم يتيسر فتمر فإن لم يكن فعلى ماء

عن أنس بن مالك قال : " كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يفطر على رُطَبات قبل أن يصلي فإن لم يكن رُطَبات فتَمْرات فإن لم يكن تمرات حسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ . رواه أبو داود ( 2356 ) .
والحديث : حسَّنه شيخنا الألباني في " الإرواء " ( 4 / 45 ) .

ج . الدعاء بعد الإفطار

عن ابن عمر قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : " ذَهَب الظمأ وابتلَّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " . رواه أبو داود ( 2357 ) .
والحديث : حسَّنه الحافظ ابن حجر في " التلخيص الحبير " ( 2 / 202 ) .

د . تأخير السحور

عن سهل بن سعد رضي الله عنه : كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري ( 1820 ) .

 

7 . على من يجب صيام رمضان

وسنذكر ما يتعلق بالأدلة عند الحديث بعدها على أهل الأعذار ، وهم على الضد مما هاهنا :

1-  المسلم .

2-  العاقل .

3- البالغ .

4-  المقيم .

5- القادر .

6- الخالي من الموانع .


8 . أهل الأعذار في الصيام

1. المجنون

عن علي رضي الله عنه قال : " سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " رُفِع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصغير حتى يكبر ، وعن المبتلى حتى يعقل " .  رواه أبو داود ( 3823 ) .
والحديث : صححه شيخنا الألباني رحمه الله في " الإرواء " ( 2 / 4 ) .

2. غير البالغ

للحديث السابق .

ويعرف البلوغ بعلامات ، منها :

1. نزول المني ، ويدل عليه قوله في بعض روايات الحديث السابق " وعن الصبي حتى يحتلم " .

2. إنبات شعر العانة حول الفرج ، ويدل عليه : عن عطية القرظي قال : عُرضنا على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فكان مَن أنبت قُتل ومَن لم ينبت خُلِّي سبيلُه فكنتُ ممن لم ينبت فخلِّي سبيلي " .

رواه الترمذي ( 1584 ) والنسائي ( 3430 ) وأبو داود ( 3826 ) وابن ماجه ( 2542 ) .
والحديث : صححه الترمذي وابن حبان والحاكم ، ووافقه الحافظ ابن حجر ، انظر " التلخيص الحبير " ( 3 / 42 ) .

3. الحيض للنساء

وهو مجمعٌ عليه ، لا أعلم فيه خلافاً .
فإن حاضت قبيل الفجر بلحظة حرُم عليها الصوم ووجب عليها قضاؤه ، وإن حاضت قبيل المغرب بلحظة فكذلك .
فإن طهُرت قبيل الفجر بلحظة وجبَ عليها الصوم ، حتى لو لم تغتسل – كما سبق في الجنب يدخل عليه الفجر - .

4. السفر

والصحيح مِن أقوال أهل العلم : أنه لا حدَّ للسفر من حيث المسافة ، وأنه يظل المسافر متمتعاً بالرخص إلى أن يقيم إقامة مطلقة ، أو يرجع إلى بلده .

قال ابن القيم رحمه الله : ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تقدير المسافة التي يفطر فيها الصائم بحدٍّ ولا علمنا عنه في ذلك شيء . أ.هـ " زاد المعاد "(2 / 55) ، وهو قول ابن قدامة وابن تيمية .

قال الله تعالى { فمن كان منكم مريضاً أو على سفرٍ فعدَّة من أيام أُخر } .

عن عائشة رضي الله عنها زوج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : " أأصوم في السفر " ؟ - وكان كثير الصيام - فقال : " إن شئتَ فصم وإن شئتَ فأفطر ". رواه البخاري ( 1841 ) ومسلم ( 1121 ) .

5. المرض

للآية السابقة .

وليس المرض المراد في الآية المرض الذي لا يشق على صاحبه الصوم معه ، ولا يضره ، فإن هذا من أهل الوجوب .

وإنما المراد به المرض الذي يشق على صاحبه الصوم معه ، ويضره ، فيؤخِّر برأَه أو يزيد في مرضه ، فمثل هذا يحرم عليه الصيام ويجب عليه الفطر .

ومثله المرض الذي يجوز لصاحبه التخلف عن الصلاة في المسجد أو عن الجهاد ، وليس هو وجع الأصبع أو أذى الضرس وما شابههما فإن مثل هذه الأعذار لا يكاد يخلو منها أحد وهي ليست معوقة عن الصيام .

فإن شق عليه الصيام بسبب المرض ولم يضره : كره له الصيام ولم يحرم .

6. الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة

عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ " وعلى الذين يطوقونه فلا يطيقونه " { فدية طعام مسكين } قال ابن عباس : ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يومٍ مسكيناً . رواه البخاري ( 4235 ) .

7. الحامل والمرضع

عن أنس بن مالك - رجل من بني عبد الله بن كعب - قال : أغارت علينا خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته يتغدى فقال : " ادن فكل " ، فقلت : إني صائم ، فقال : " ادن أحدثك عن الصوم - أو الصيام - إن الله تعالى وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحامل أو المرضع الصوم - أو الصيام - " .
رواه الترمذي ( 715 ) والنسائي ( 2274 ) وأبو داود ( 2408 ) وابن ماجه ( 1667 ) .
قال أبو عيسى – الترمذي - : حديث أنس بن مالك الكعبي حديث حسن .

والأصح من أقوال أهل العلم : أنَّ على الحامل والمرضع القضاء سواء خافتا على نفسيهما أو على ولديهما أو على كليهما معاً .

8 . الحائض والنفساء

عن معاذة قالت : سألت عائشة فقلت : ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟ فقالت : أحرورية أنت ؟ قلت : لست بحرورية ولكني أسأل ، قالت : كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة . رواه البخاري ( 315 ) ومسلم ( 335 ) .

و " حرورية " : نسبة إلى حروراء بالعراق نسب إليها طائفة من الخوارج والتي ترى وجوب قضاء الصلاة مع الصوم بالنسبة للحائض والنفساء .

= تنبيه

- وعلى المسافر والمريض والحائض والنفساء والحامل والمرضع : القضاء فقط .

- وعلى الرجل الكبير والمرأة الكبيرة والمريض مرضاً مزمناً : الفدية وهي طعام مسكين، وهي وجبة عن كل يوم ، ولا يجزئ إخراجها مالاً .


9. قضاء رمضان

وهذه مسائل تكثر الحاجة إليها فيما يتعلق بالقضاء :

أ. وقت قضاء الصوم

يستمر قضاء الفائت مِن رمضان بعذرٍ إلى رمضان الذي بعده ، ومن دخل عليه رمضان الآخر ولم يصم ما عليه بغير عذر : أثم ، ولم يسقط عنه القضاء ، وأوجب بعض أهل العلم عليه : الكفارة وهي طعام مسكين عن كل يوم .

عن أبي سلمة قال : سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : " كان يكون عليَّ الصوم مِن رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان" .    رواه البخاري ( 1849 ) ومسلم ( 1146 ) .

ب. من مات وعليه صوم قضاء أو أي صوم واجب

- فلوليه أن يبرئ ذمة الميت بأداء الصوم عنه برّاً به ، من غير إلزام .

- وإذا كانت ذمة الميت مشغولة بالإطعام أطعم عنه وليُّه .

- وفي صوم غير الولي خلاف قوي ؛ الأظهر جوازه من غير الولي لتشبيه النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ذلك بقضاء الدين ، وهو ما لا يختص به الولي أو القريب ، وهو ما رجحه الإمام البخاري وأبو الطيب الطبري من الشافعية وغيرهما .

- وذِكر الولي في الحديث للغالب ، والله أعلم .

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَن مات وعليه صيام صام عنه وليُّه " .    رواه البخاري ( 1851 ) ومسلم ( 1147 ) .

ج. لا يشترط التتابع في صيام القضاء

للإطلاق في الآية بقوله تعالى { فعدَّةٌ مِن أيام أخر } .

قال ابن عباس رضي الله عنه : لا بأس أن يفرِّق .
رواه البخاري ( بعد 1848 ) معلِّقاً ، ووصله الدارقطني ( 2 / 192 ) .


10. أحاديث ضعيفة وموضوعة مشتهرة في رمضان

أ. لا تقولوا رمضان ، فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى ، ولكن قولوا : شهر رمضان .

" ترتيب الموضوعات " للذهبي (570 ) ، " الفوائد المجموعة " للشوكاني ( 251 ) .

بشهر رمضان معلَّق بين السماء والأرض ، ولا يرفع إلى الله إلا بزكاة الفطر .

" العلل المتناهية " لابن الجوزي ( 824 ) ، " الضعيفة " للألباني ( 43 ) .

ج. مَن صلَّى في آخر جمعة من رمضان ، الخمس الصلوات المفروضة في اليوم والليلة ، قضت عنه ما أخل به من صلاة سنَتِه .   " الفوائد المجموعة " ( 157 ) .

د. من أفطر يوماً مِن رمضان مِن غير رخصةٍ ولا عذرٍ ، كان عليه أن يصوم ثلاثين يوما ، ومن أفطر يومين كان عليه ستون ، ومن أفطر ثلاثا كان عليه تسعون يوما ً.

" الفوائد المجموعة " ( 276 ) ، " الموضوعات " لابن الجوزي ( 2 / 197 ) .

هـ. صوموا تصحوا .

" تخريج الإحياء " للعراقي ( 3 / 75 ) ، " الضعيفة " ( 253 ) .

و. أن امرأتين صامتا وأن رجلا قال يا رسول الله إن هاهنا امرأتين قد صامتا وإنهما قد كادتا أن تموتا من العطش فأعرض عنه أو سكت ثم عاد وأراه قال بالهاجرة قال يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا قال ادعهما قال فجاءتا قال فجيء بقدح أو عس فقال لإحداهما قيئي فقاءت قيحاً أو دماً وصديداً ولحماً حتى قاءت نصف القدح ثم قال للأخرى قيئي فقاءت من قيحٍ ودمٍ وصديدٍ ولحمٍ عبيطٍ وغيره حتى ملأت القدح ثم قال إن هاتين صامتا عما أحل الله وأفطرتا على ما حرم الله عز وجل عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس .    " الضعيفة " ( 519 ) .

ز. عن سلمان قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال ثم أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره أن ينتقص من أجره شيء قالوا ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم فقال يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لا غنى بكم عنها فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة .

" العلل " لابن أبي حاتم ( 1 / 249 ) ، " الضعيفة " ( 871 ) .

一一. ليتَّقِه الصائم – يعني : الكحل - .

فهذه نبذة مختصرة في أحكام ومسائل متعلقة بالصوم ، أسأل الله أن ينفع بها .

 الآثار الإيجابية لهذا  الشهر على صحة الصائم. 

شهر رمضان المبارك هو الشهر الذي يصوم فيه المسلمون من بزوغ الفجر حتى غروب الشمس، ويعد هذا الشهر فرصة للتأمل والصلاة والعبادة والارتقاء بالنفس والقيام بأعمال الخير. فيما يلي بعض الآثار الإيجابية لهذا  الشهر على صحة الصائم. ​

  1. ​​​​​تنظيم الكوليسترول الضار
    يسعى الكثيرون لاستغلال فرصة الصيام من أجل فقدان بعض الوزن، لكن أثبتت دراسة أخيرة أن الصيام يؤثر أيضاً على مستوى الدهون ويؤدي إلى انخفاض نسبة الكوليسترول في الدم. وهذا يسهم في الحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من الأمراض.
  2. كبح الشهية 
    يمثل الصيام في شهر رمضان منعطفا مهماً وإيجابياً في حياة الصائم وصحة جهازه الهضمي، إذ أن اعتياد الجسم على تناول كميات أقل من الطعام، يمنح الجهاز الهضمي فرصة للاستراحة ويؤدي إلى تقلص حجم المعدة بشكل تدريجي والحد من الشهية، ويمكن أن يكون له نتائج أفضل من أكثر أنواع الحميات الغذائية فعالية. 
  3. التخلص من السموم طيلة الشهر​ 
    ​يفيد الصيام في استهلاك احتياطيات الدهون وينظف الجسم من السموم الضارة التي يمكن أن تتواجد في التراكمات الدهنية. وهكذا يبدأ الجسم بالتخلص من السموم بشكل طبيعي نتيجة التغير الذي يطرأ على عمل الجهاز الهضمي على مدار الشهر، ما يتيح للصائم فرصة مواصلة اتباع أسلوب حياة صحي بعد رمضان. 
  4. تعزيز الصحة النفسية وتحسين المزاج​ 
    يعد الصيام وسيلة فعالة لإعادة شحن الدماغ وتعزيز نمو وتطور خلايا دماغية جديدة، وشحذ القدرة على الاستجابة للمعلومات من العالم المحيط. كما تشير الدراسات إلى أن الصيام يجعل الدماغ أكثر قدرة على تحمل الإجهاد والتأقلم مع التغيير، كما يمكن أن يحسن المزاج والذاكرة والقدرة على التعلم. 

سبل تحسين الصحة خلال شهر رمضان

  1. تناول فطور صحي 
    من المهم أن يتبع الصائم الممارسات الصحية خلال شهر رمضان المبارك، فيبدأ إفطاره بشرب الماء وتناول ثلاث حبات تمر لتوفير الطاقة السريعة للجسم قبل البدء بالوجبة الرئيسية، ثم ينتقل بعد ذلك إلى طبق الشوربة، الذي يعد أفضل خيار لبدء وجبة الإفطار لأنها غنية بالسوائل. 
    إلى جانب ذلك، يجب الحد من تناول الطعام الدسم والمقلي والغني بالملح والسكر والإكثار من الخضار الورقية واختيار الأسماك واللحوم قليلة الدهن والحبوب الكاملة والرز الأسمر والباستا السمراء. كما أنه من المهم تناول الطعام بروية والاهتمام بحجم الحصص، فذلك يساعد على تحسين عملية الهضم ويمنع زيادة الوزن.
  2. تناول وجبة سحور صحية 
    تعد وجبة السحور الوجبة الأكثر أهمية في يوم الصائم، لذلك يجب أن تكون متوازنة وتحتوي على أطعمة غنية بالمواد الغذائية، مثل الشوفان والجبنة واللبنة والفواكه والخضروات. وتعد الأطعمة ذات مؤشر السكر المنخفض، مثل الشوفان والكينوا وخبز الحبوب الكاملة واللبن والحمص، من الخيارات الجيدة لأنها تزود الجسم بالطاقة ببطء خلال النهار. كما من المهم الحد من استهلاك الشاي والقهوة والإكثار من شرب الماء والحليب واللبن والعصائر الطازجة، فذلك يساعد في الحفاظ على نسبة السوائل في الجسم خلال فترة الصيام.
  3. الحفاظ على نسبة السوائل في الجسم​ 
    من الطبيعي أن يعاني الجسم من بعض الجفاف خلال الصيام، وهذا ما يسبب الصداع وعدم التركيز. لكن، يجب على الصائم الحرص خلال الساعات الممتدة بين الإفطار والسحور على تخفيف استهلاك القهوة أو المشروبات الغازية، لأنها تدر البول وتسبب الجفاف، وشرب كميات كبيرة من السوائل الأخرى، مثل الماء أو الشاي الخفيف دون إضافة حليب أو سكر. كما يمكن أيضاً إضافة شرائح الليمون أو أوراق النعناع الأخضر للمساعدة في عملية الهضم وتخليص الجسم من السموم. ​​​
  4. ممارسة الرياضة باعتدال 
    يمكن أن يؤدي الصيام وما يصاحبه من جفاف إلى الشعور بالخمول والكسل خلال رمضان. لكن من المهم السعي للحفاظ على النشاط وممارسة الرياضة باعتدال، مع ضرورة الانتباه إلى شرب الكثير من السوائل، فذلك يساعد في الحد من الإرهاق ويمنح الجسم القوة ويتيح فرصة لخسارة الوزن. من المهم أيضاً اختيار الوقت المناسب لممارسة الرياضة قبل السحور أو بعد بضع ساعات من الإفطار، وليس أثناء ساعات الصوم لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى الجفاف. 
  5. الالتزام بالعادات الصحية والابتعاد عن العادات الضارة 
    يعد شهر رمضان فرصة لمحاربة الإدمان على السكر أو التدخين أو غيرها، حيث يمكن للصائم، مع القليل من قوة الإرادة، الابتعاد عن مثل هذه الأمور خلال فترة ما بعد الإفطار. كما يعد الشهر الكريم فرصة للبدء بممارسة العادات الصحية مثل الإكثار من الخضروات والماء وممارسة الرياضة بانتظام. ​
احرص على أن يكون شهر رمضان فرصة لتعزيز صحتك وسعادتك. يتواجد فريقنا في كليفلاند كلينك أبوظبي ليلاً ونهاراً لخدمتكم، حيث تم تمديد ساعات العمل في عياداتنا مساءً طيلة أيام شهر رمضان المبارك​، لنستمر بتقديم الدعم اللازم الذي تحتاجه وقت ما تشاء.
احجز موعدك اليوم من خلال التواصل مع مركز الاتصال على الرقم 33 222 800 أو من خلال تطبيق بوابة كليفلاند كلينك أبوظبي الصحية


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog