الإسراء والمعراج


 وكان الاسراء و المعراج كذلك لشيء مهم جديد في حياة المسلمين وله أثره في حياتهم المستقبلية، هو فرض الصلاة، فرض الله في هذه الليلة الصلاة، عادة في العلاقات الدولية - حينما يكون هناك أمر مهم للغاية - فان الول تستدعي سفراءها و لا تكتفي بأن ترسل إليهم رسالة - إنما تستدعيهم ليمثلوا عندها شخصياً وتتشاور معهم -  وهكذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يستدعي سفيره إلى الخلق، محمد (صلى الله عليه وسلم) ليسري به من المسجد الحرام، ثم يعرج به إلى السموات العلا إلى سدرة المنتهى، ليفرض عليه وعلى أمته  الصلاة - إيذاناً بأهمية هذه الفريضة في حياة الإنسان المسلم والمجتمع المسلم - لأن هذه الفريضة ستجعل المؤمن على موعد مع ربه أبداً 

هذه الفريضة فرضت أول ما فرضت خمسين صلاة، ثم مازال النبي (صلى الله عليه وسلم) يسأل ربه التخفيف بإشارة أخيه موسى حتى خفف الله عنهم هذه الصلوات إلى خمس، وقال هي في العمل خمس وفي الأجر خمسون، 

فالصلاة هي من تقرير تلك الليلة المباركة. فهي ادا معراج لكل مسلم، إذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) قد عرج به إلى السموات العلا، فلديك يا أخي المسلم معراج روحي تستطيع أن ترقى به ما شاء الله عز وجل، بواسطة الصلاة التي يقول الله تبارك وتعالى فيها في الحديث القدسي: 
قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال عبدي: الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي، فإذا قال الرحمن الرحيم، قال تعالى أثنى علي عبدي، فإذا قال مالك يوم الدين قال الله تعالى مجّدني عبدي، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله تعالى هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم إلى آخر الفاتحة، قال الله تعالى هذا لعبدي ولعبدي ما سأل”.. 

قيادة جديدة  المسلم وهو يصلي يستطيع أن يرتقي حتى يكاد يسمع هذه الكلمات من الل

ه تبارك وتعالى -  الصلاة هي معراج المسلم إلى الله تبارك وتعالى، ثم لا بد أن ننظر لماذا كان هذا الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، 
لماذا لم يعرج برسول الله (صلى الله عليه وسلم) مباشرة من المسجد الحرام إلى السموات العلا؟ هذا يدلنا على أن المرور بهذه المحطة القدسية، المرور ببيت المقدس، في هذه الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، المرور بالمسجد الأقصى كان مقصوداً، والصلاة بالأنبياء الذين استقبلوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بيت المقدس، وأنه أمهم، هذا له معناه ودلالته، أن القيادة قد انتقلت إلى أمة جديدة وإلى نبوة جديدة، إلى نبوة عالمية ليست كالنبوات السابقة التي أرسل فيها كل نبي لقومه، هذه نبوة عامة خالدة لكل الناس، رحمة للعالمين، ولجميع الأقاليم ولسائر الأزمان، فهي الرسالة الدائمة إلى يوم القيامة عموم هذه الرسالة وخلودها كان أمراً لا بد منه، وهذه الصلاة بالأنبياء تدل على هذا الأمر، والذهاب إلى المسجد الأقصى، وإلى أرض النبوات القديمة، التي كان فيها إبراهيم، وإسحاق وموسى وعيسى إيذان بانتقال القيادة.. 
القيادة انتقلت إلى الأمة الجديدة وإلى الرسالة العالمية الخالدة الجديدة.. مصير واحد ثم أراد الله تبارك وتعالى أن يربط بين المسجدين، المسجد الذي ابتدأ منه الإسراء، والمسجد الذي انتهى إليه الإسراء، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أراد الله عز وجل لما يعلمه بعد ذلك أن يرتبط في وجدان المسلم هذان المسجدان، المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وأراد الله أن يثبت المسجد الأقصى بقوله (الذي باركنا حوله)، وصف الله هذا المسجد بالبركة،  حتى لا يفرطوا في أحد المسجدين، من فرط في المسجد الأقصى أوشك أن يفرط في المسجد الحرام، 
المسجد الذي ارتبط بالإسراء والمعراج، والذي صلى إليه المسلمون مدة طويلة من الزمن، حينما فرضت الصلاة، كان المسلمون يصلون إلى بيت المقدس، كان بيت المقدس قبلتهم، ثلاث سنين في مكة وستة عشر شهراً في المدينة، كان قبلة المسلمين الأولى، فهو القبلة الأولى، وهو أرض الإسراء والمعراج، وهو المسجد الذي لا تشد الرحال إلا إليه وإلى المسجد الحرام والمسجد النبوي، وبهذا كانت القدس هي المدينة الثالثة المعظمة في الإسلام بعد مكة والمدينة. بشارة للمسلمين 

لقد هيأ الله من أبناء الإسلام، ومن قادة المسلمين من نذروا حياتهم لتحرير هذا المسجد، وكان هؤلاء القادة من غير العرب:
 بدأ ذلك بعماد الدين زنكي القائد العظيم، وبابنه الشهيد نور الدين محمود، الذي عاش حياته تائقاً للشهادة في سبيل الله، بعدله وزهده وحسن سياسته، وتلميذ نور الدين محمود صلاح الدين الأيوبي البطل الكردي الذي حقق الله على يديه النصر، في معركة حطّين ومعركة فتح بيت المقدس.. 

دخل المسلمون القدس في عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، أبى بطريرك القدس سيفرنيوس أن يسلم مفتاح المدينة إلا لخليفة المسلمين، أبى أن يسلمها للقادة العسكريين -  قال: أريد الخليفة بنفسه، وجاء عمر في رحلة تاريخية شهيرة مثيرة وتسلم مفتاح المدينة، وكتب عهداً الذي يسمى “العهدة العمرية”، عهداً لهؤلاء أن يأمنوا على أنفسهم وأموالهم وذراريهم ومعابدهم وشعائرهم وكل ما يحرص الناس عليه، وشرط اشترطوه ألا يساكنهم فيها أحد من اليهود. 

وحينما دخل المسلمون إلى القدس لم يكن فيها يهودي واحد فقد أزال الرومان من سنة 135 ميلادية الوجود اليهودي تماماً؛ ولذلك لم يأخذ المسلمون القدس من اليهود أو من الإسرائيليين إنما أخذوها من الرومان،
 
 تفريط المسلمين  في  أرض القدست تفريط  في قبلتهم  الأولى، وتفريط في أرض الإسراء والمعراج،  و في ثالث المسجدين المعظمين، تفريط في دينهم ودنياهم  وكرامتهم. 


ورجع صلى الله عليه وسلم إلى مكة في نفس الليلة، فلما أصبح جلس يفكر، كيف يبلغ قومه، وهم يكذبونه فيما هو أقرب من ذلك، فمر به عدو الله أبو جهل، فقال له ساخرا: هل كان من شيء يا محمد؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أسري بي الليلة إلى بيت المقدس.

قال: ثم أصبحت بين أظهرنا؟ قال: نعم.
قال: فإن دعوت قومك أتحدثهم بذلك؟ قال: نعم.
قال: يا معشر بني كعب ابن لؤي.
فانفضت إليه المجالس، حتى جاءوا إليهما.
فقال: حدث قومك بما حدثتني، فحدثهم فمن بين مصفق، ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا.
قال أحدهم: إن الرجل منا يضرب آباط الإبل شهرا ذهابا وشهرا عودة، وتذهب وتعود أنت في ليلة واحدة؟ 

قال: نعم.
فقال رجل من القوم: هل مررت بإبل لنا في طريقك؟ 

قال: نعم.
والله قد وجدتهم قد أضلوا بعيرا لهم، فهم في طلبه.
ومررت بإبل فلان انكسرت لهم ناقة حمراء.
قالوا: فأخبرنا عن عدتها، وما فيها من الرعاة.
وكان عن عدتها مشغولا، فرفع الله له الإبل فعدها وأخذ يخبرهم عما فيها من الرعاة، 

قال له المطعم بن عدي- وكان قد رأى مسجد بيت المقدس، ويعلم أن محمدا لم يكن رآه قبل ذلك - قال له: هل تستطيع أن تصف لنا المسجد؟ فطفق يخبرهم عن أوصافه، 

قالوا: كم له من باب؟ ولم يكن قد عدها صلى الله عليه وسلم، قال: فكربت كربا لم أكرب مثله قط، فرفع الله له بيت المقدس، فجعل ينظر إليه ويخبرهم.
قال: ما يسألوني عن شيء إلا نبأتهم به.

وحدث صلى الله عليه وسلم أصحابه عن الأنبياء الذين لقيهم، وأفاض في وصف كثير منهم، 

وتخيل عن طريق الوحي - حين مر بأصحابه على وادي الأزرق الواقع بين مكة والمدينة، تخيل موسى عليه السلام هابطا من ثنية هرشى المشرفة على هذا الوادي متجها نحو الكعبة يحجها ملبيا بصوت جهوري مرتفع، وقد وضع أصبعيه في أذنيه، 

كما تخيل في هذا المكان يونس عليه السلام راكبا ناقة حمراء، خطامها ليف، وعليه جبة من الصوف، مارا بهذا الوادي، بل قاصدا حج بيت الله الحرام، 

كما صور له عيسى عليه السلام رجلا أسمر جميل المنظر، له شعر يتدلى مجاوزا شحمة الأذنين، قد رجله وسرحه تسريحا جميلا، كأنه يقطر ماء لبهائه ونظافته، يعتمد على عواتق رجلين يطوف بالبيت، فأخبر أصحابه بذلك، مشيرا إلى أن دينه الإسلام هو الجامع للديانات الخاتم لها المصدق من قبل الأنبياء السابقين.

وهكذا كان الإسراء والمعراج آية من آيات الله الكبرى، واشتمل على كثير من الآيات العظمى، 

فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون، وأما الذين كفروا المعاندون فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون.

------------------------------------------------------------

الإسراء والمعراج

أ - تعريف الإسراء والمعراج

الاسراء

هو الرحلة الأرضية التي هيأها الله لرسوله (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى القدس.. من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.. رحلة أرضية ليلية.

المعراج 

رحلة من الأرض إلى السماء، من القدس إلى السموات العلا، إلى مستوى لم يصل إليه بشر من قبل، إلى سدرة المنتهى،

ب - لمادا الإسراء والمعراج  ?

الإسراء والمعراج رحلتان  شكلتا محطة مهمة في حياته (صلى الله عليه وسلم) وفي مسيرة الدعوة ،

شاء الله الذي لا راد لمشيئته سبحانه القادر الذي لا يعجزه شيء أن يمن على حبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام برحلة مباركة طيبة هي الاسراء و المعراج .  

- كانت الرحلة تعويضاً وتكريماً للرسول (صلى الله عليه وسلم) 

- وكانت تهيئتا له للمرحلة القادمة و تثبيتا له أمام ما ستفتح أمامه من جبهات ، 


1- كانت الرحلة تعويضاً وتكريماً للرسول (صلى الله عليه وسلم) منه عز وجل عن ما لاقاه من قريش من عداء،

قبل الهجرة بسنوات 

- ماتت زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم  خديجة التي كان يأوي إليها عند تعبه 

- مات عمه أبو طالب الذي كان يحميه 

فأصبح  يبحث عن رجال صدق يعينونه في تبليغ أمر دعوة الله  ذهب إلى ثقيف ولكنها ردته رداً سيئا وأغرت به السفهاء فضربوه ورمونه بالحجارة حتى أدميت قدماه - فلجأ إلى حائط وأخذ يناجي ربه : 

( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس إلهي أنت رب المستضعفين أنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل علي غضبك أو أن تحل بي عقوبتك لك العتبى حتى ترضى ولا 

حول ولا قوة إلا بالله).

وبعث الله إليه ملك الجبال يقول:

إن شئت أطبق عليهم الجبلين، ولكنه (صلى الله عليه وسلم) أبى ذلك، وقال: إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون.. وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين   

- فبعد هده المناجات - جاءت الاستجابة من رب العالمين في أروع أشكالها 

-  هيأ الله تعالى لرسوله هذه الرحلة، الإسراء والمعراج، ليكون ذلك تسرية وتسلية له عما قاسى، تعويضاً عما أصابه و كان لسان الحال يقول :

إذا كان قد أعرض عنك أهل الأرض فقد أقبل عليك أهل السماء وهم يستضيفونك ضيافة لم تعرف لها البشرية مثيلا.

وإذا كان هؤلاء الناس قد صدّوك ونفروا منك  فإن الله وملائكته يرحبون بك في الملا الأعلى  - وإن الأنبياء يقتدون بك، ويتخذونك إماماً لهم،


2 - وكانت تهيئتا له للمرحلة القادمة و تثبيتا له أمام ما ستفتح أمامه من جبهات ، 

كان الإسراء والمعراج إعداداً لما بعد الهجرة من حياة جهاد ونضال مسلح،

سيواجه (صلى الله عليه وسلم) بعد هدا الحدث العظيم العرب جميعاً، و ستقف الجبهات المتعددة ضد دعوته العالمية 

¤- الجبهة الوثنية في جزيرة العرب 

¤-  والجبهة الوثنية المجوسية من عباد النار- المجوسية     تحديداعرفت بوصفها ديانة للفرس -  وهي ديانة وثنية تقوم 

على عبادة النار، وهي ديانة ثانوية أي أن المجوس يؤمنون

 بوجود إلاهين أحدهما إله الخير والأخر إله الشر بحسب ما

  يؤمنون، ويصدقون أن نهاية  الحياة ستكون عندما يفوز إله

 الخير على إله الشر في الحرب الأبدية بينهم.


¤- والجبهة اليهودية المحرفة لما أنزل الله والغادرة التي لا ترقب في مؤمن ذمة 

¤-  والجبهة النصرانية التي حرفت الإنجيل والتي خلطت التوحيد بالوثنية، والتي تتمثل في دولة الروم البيزنطية.

 كان لا بد أن يتهيأ (صلى الله عليه وسلم) لهذه المرحلة الضخمة المقبلة ومواجهة كل هذه الجبهات، بهذا العدد القليل وهذه العدة الضئيلة، فأراد الله أن يريه من آياته في الأرض وآياته في السماء.. 
أراد الله أن يريه من هذه الآيات الكبرى حتى يقوى قلبه ويصلب عوده، وتشتد إرادته في مواجهة الكفر بأنواعه وضلالاته، كما فعل الله تعالى مع موسى عليه السلام، حينما أراد أن يبعثه إلى فرعون الطاغية الجبار المتأله في الأرض .
ٌقال تبارك وتعالى
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى* قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى* قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى* فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى* قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى* وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى* لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى}، 
أراى موسى  من آيات ربه الكبرى ليقوى قلبه، فلا يخاف فرعون ولا يتزلزل أمامه. 

 وكدلك مع رسول الله صلى الله عليه و سلم 
 قال تبارك وتعالى :

{سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا} 
{لقد رأى من آيات ربه الكبرى ما زاغ البصر وما طغى}.

 رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم من أيات ربه الكبرى
- ليعلم أنه يركن الى ركن ركين 
- ويعتصم بحصن حصين 

- وينمسك بحبل متين .


3- وكانت ابتلاءا للمؤمنين - وتمحيصل للصف.

لا يمكن بناء مجتمع مسلم تقي نقي  إلا من خلال المواقف - عندما تحدث النبي بأمر الإسراء والمعراج طفق القوم بين مصدق وبين و متعجب  و مكدب . 

يقول ابن كثير:  وارتد ناس ممن آمن بالنبي عليه الصلاة والسلام . بعد

فالمحنة تفرز حقائق الرجال

 ¤- أفرزت رجالا كأبي بكر الصديق  .

 ¤- وأفرزت هذا النموذج الذي لم يستطع أن يستوعب الأمر لضعف إيمانه و تبدبدبه لا الى هؤ لاء ولا الى هؤلاء.

- ولو لم يتبين أمر هؤلاء المنافقين  لزادوا المِؤمنين اضطراباً فى الرأى؛ وفسادا فى العمل ، وضعفا فى القتال و هو قادم لا محالا . فكان ولابد من ازاحتهم من الصف المرصوص.

قال تعالى( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب )


ت - رحلة لإسراء والمعراج كانت بالجسد والروح ام بالروح فقط 

ٌقال تبارك وتعالى 

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ  

¤- التسبيح هو تنزيه الله عن النقص والعجز - وهذه لا يتأتى إلا بالعظائم - ولو كان الأمر مناما لما كان مستعظما 

¤- بعبده - والعبد عبارة عن الجسد والروح - ولا غرابة في دلك  

يقرأ في كتاب الله أن الله وهب عبدا من عباده القدرة على نقل عرش ملكة سبأ من جنوب اليمن إلى أرض فلسطين في غمضة عين:

قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ -

قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ 

قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ 

فإذا كانت هذه إمكانية موهوب من عباد الله فكيف بالواهب 

سبحانه ؟



صفة الإسراء والمعراج

آلة الركوب كانت هي البراق :

ورد وصف البراق الذي ركبه النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ، فروى البخاري ، ومسلم ، واللفظ لمسلم، عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ ، طَوِيلٌ ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ 

رحلة رسول الله و ما اطلع علية :

صلى النبي بالأنبياء إماما في بيت المقدس صعد إلى السماوات العلا اطلع على أهل الجنة واطلع على أهل النار ،

اطلع على أهل الجنة فأري رجالا يزرعون يوما ويحصدون يوما كلما حصدوا عاد الزرع كما كان قال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله يخلف الله عليهم ما أنفقوا

 - وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ

وأمتنا عندما تركت الجهاد  سلط الله عليها ذلا ليس بعده ذل أن أراذل خلق الله يسوقونها

رأى النبي رجالا وأقواما ترضخ رؤوسهم بالحجارة قال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال :( هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة) 

ورأى النبي أقواما يسرحون كما تسرح الأنعام طعامهم الضريح (نبت ذو شوك) قال : من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون زكاة أموالهم - 

ورأى النبي رجالا يأكلون لحما نتنا خبيثا وبين أيديهم اللحم الطيب النضج قال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء رجال من أمتك تكون عند أحدهم المرأة بالحلال فيدعها ويبيت عند امرأة خبيثة 

ورأى النبي نساءا معلقات من أثدائهن قال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء اللواتي يدخلن على أزواجهن من ليس من أولادهن 

الدروس المستفادة من حادثة الإسراء والمعراج

درس في معية الله لأنبيائه وأوليائه 

درس لكل صاحب هم لكل صاحب قلب مكلوم ألا يلتفت قلبه إلا إلى الله رسول الله رجل واحد يحمل هم الدنيا كلها رجل واحد يحمل 

أمانة تنوء بها الجبال 

ماتت زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم  خديجة التي كان يأوي إليها عند تعبه - مات عمه أبو طالب الذي كان يحميه كان يبحث عن رجال صدق يعينونه في تبليغ أمر دعوة الله ذهب إلى ثقيف ولكنها ردته رداً سيئا وأغرت به السفهاء فضربوه حتى حتى أدميت قدماه - لجأ النبي إلى حائط وأخذ يناجي ربه : 

( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس إلهي أنت رب المستضعفين أنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل علي غضبك أو أن تحل بي عقوبتك لك العتبى حتى ترضى ولا 

حول ولا قوة إلا بالله).

وبعث الله إليه ملك الجبال يقول:

إن شئت أطبق عليهم الجبلين، ولكنه (صلى الله عليه وسلم) أبى ذلك، وقال: إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون..

 وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[الأنبياء:107]

فكانت أروع استجابة -  هيأ الله تعالى لرسوله هذه الرحلة، الإسراء والمعراج، ليكون ذلك تسرية وتسلية له عما قاسى، تعويضاً عما أصابه

ليعلمه الله عز وجل أنه إذا كان قد أعرض عنك أهل الأرض فقد أقبل عليك أهل السماء،

وإذا كان هؤلاء الناس قد صدّوك فإن الله يرحب بك وإن الأنبياء يقتدون بك، ويتخذونك إماماً لهم،


صلاة النبي بالأنبياء إماما له دلالتان  

هي وحدة الأنبياء في دعوتهم فالكل جاء بالتوحيد الخالص من عند الله ، الأنبياء إخوة ودينهم واحد:

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ

صلاة النبي بالأنبياء إماما لها دليل ولها دلالة أن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا نبوة بعد رسول الله ولا رسالة

مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ

 درس للدعاة إلى الله أن يبلغوا أمانة الله 

رضي الناس أم غضبوا ، رسول الله يقول:

 ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس

درس في بناء الرجال والرجال 

لا يمكن بناؤهم إلا من خلال المواقف - عندما تحدث النبي بأمر الإسراء والمعراج طفق القوم بين مصدق وبين و متعجب  و مكدب - يقول ابن كثير:  وارتد ناس ممن آمن بالنبي عليه الصلاة والسلام .

المحنة تفرز حقائق الرجال أفرزت هذا النموذج الذي لم يستطع أن يستوعب الأمر لضعف إيمانه وأفرزت رجالا كأبي بكر الصديق : (جاءته قريش يقولون له انظر ما قاله صاحبك إنه يدعي أنه أتى في بيت المقدس وعاد في ليلة ونحن نضرب إليه أكباد الإبل شهرا ذهابا وشهرا إيابا فقال أبو بكر: وهو قال ذلك، قالوا نعم ، قال: إن كان قد قال فقد صدق)

إيمان ثابت إيمان لا تعبث به الدنيا ولا تزلزله الجبال إيمان قد استقام على حقيقة منهج الله . 


درس في الصحوة الإسلامية 

تأمل العلماء الربط بين إسراء النبي من مكة البيت الحرام إلى بيت المقدس فذكروا 

- أن مكة هي رمز للإسلام لدين الله 

- وبيت المقدس هو رمز لحال المسلمين 

فما يجري في تلك الأرض هي علامة صحوة المسلمين أو غفلتهم وجذوة الجهاد التي انطلقت من هناك دليل على أن أمر الغيرة ما زال في الأمة وأنه مازال فيها جيل وأن مازالت فيها الرغبة في أن تعود إلى الله 

وبيت الله لا يتحرر إلا على أيد متوضأة طاهرة كريمة . أما الأيدي التي يحمل أصحابها أفكارا منحرفة وعقائد فاسدة وعلمانية مثل هذه الأيدي لا يبارك الله فيها وحاشى لله أن يكتب لها النصر والتأييد 


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog