العبادات - صوم رمضن
صوم رمضن سنة كاملة استحوذ علينا فيها التفنّن في فضول المطعومات الوصفات، والتكلف في تناول المأكولات والمشروبات، والمرواحة بين «المقبّلات» و«المهضمات»! (صحة وعافية) الا أنه في مقابل شهوات الغيّ في البطون، كان سلفنا الصالح – كانوا يتنعّمون بالفرح بفضل الله وبرحمته، ولذة الأنس بالله، و" نستغفر الله من الكلام فيما لسنا بأهل له " " عيش الجسد يُفسد عيشَ الروح وينغصه، وأما عيش الروح فإنه يُصلح عيش الجسد، فالصالحون كلهم قللوا من عيش الأجساد، وكثّروا من عيش الأرواح . فمن وفّى نفسه حظها من عيش جسده بالشهوات الحسية؛ كالطعام والشراب؛ فسد قلبه وقسا، وجلب له ذلك الغفلة ، فنقص حظ روحه وقلبه من طعام المناجاة وشراب المعرفة، ... فما تفرغ أحد لطلب عيش الأجساد، وأعطى نفسه حظه من ذلك؛ إلا ونقص حظه من عيش الأرواح، وربما مات قلبه من غفلته عن الله، وإعراضه عنه إن البشرية اليوم تكابد سعار الشهوات، وتقاسي نكد الانحطاط في الملذات، وتعاني شقاءً وضنكاً؛ بسبب الولوغ والوقوع في تلك الدركات، والصيام جُنّة من تلك الآفات، وشفاء من جميع الغوايات، كما قال الشيخ محمد الخضر حسين: «أوليس في الصيام رياضة